الكويت مقبلة على انتخابات جديدة لمجلس الأمة، وهذا يتطلب من المواطنين نوعا من التوعية وعدم التأثر بأي تيارات أو اتجاهات سواء قائمة على الطائفية أو القبلية، بل يجب أن نضع في اعتبارنا أن الولاء لا يكون إلا للوطن الكويت، ولذلك يجب أن نحرص على أن يحتفظ كل مواطن بشخصيته ورأيه ولا يسمح لأي كان أن يؤثر في موقفه أو رأيه، إن الظروف التي مرت بها الكويت تتطلب أن نحرص كل الحرص أولا وأخيرا على أن يرتبط اختيارنا بولائنا التام للكويت، لقد عشنا تجربة المجلس السابق ورأينا وسمعنا مستوى أداء المجلس الذي لم يكن مقبولا لدى الناس، فالكل يتذمر من الاستجوابات المتكررة وإضاعة الوقت في نقاش بيزنطي قائم على الجدل العقيم ولذلك ترى أن معظم الاستجوابات سقطت ولم يتحقق الهدف من طرحها.
الشعب اليوم أمام اختبار وطني في اختيار نواب لمجلس الأمة وأرجو أن يكون قد استوعب مواقف المجلس الهزيلة التي لم يكن هدفها المصلحة العامة، الكويت اليوم بحاجة إلى تشريعات وقوانين تساهم في توجه الدولة لإنجاز العديد من المشاريع لصالح الوطن والمواطنين، وتعتبر الأزمة الاقتصادية والمالية في أولويات الخطة العامة للدولة، وأن تباشر وزارة المالية لتحديد المصاريف المبالع فيها في بند المكافآت والنثريات ومصروفات عامة، لابد أن تحدد وزارة المالية بنود الصرف لكل وزارة وعدم السماح للوزارة والهيئات الحكومية بالمبالغة في الصرف.
الكويت اليوم مقبلة على أزمة اقتصادية ولابد من اتخاذ التدابير الإصلاحية، كذلك الكويت بحاجة إلى إصلاح أوضاع التربية والتعليم ويعتبر هذا القطاع من أهم قطاعات الكويت لأنها ترتبط بمستقبل الأجيال القادمة، وزارة التربية والتعليم لابد أن تبدأ بإعداد خطط مستقبلية لإصلاح الأوضاع المتدهورة في قطاع التربية والتعليم، وعلى الوزير أن يختار عناصر أكثر علاقة بالتربية والتعليم وإجراء تعديلات على الاختصاصات ببعض الوكلاء الذين لم يكن لهم أي دور في مساعدة الوزير خلال الفترة السابقة.
ومجال الصحة العامة فقد مرت الكويت بتجربة «كورونا»، ولله الحمد إن وزير الصحة استطاع التغلب على الأزمة والمرور دون أن تترك أزمة كورونا أي سلبيات على عمل الوزارة وهي أيضا فرصة أن تهتم الوزارة بإنشاء عدة مستشفيات في التجمعات السكنية الجديدة حتى تحقق العدالة بين المواطنين في الرعاية الصحية.
لقد لاحظنا خلال الأزمة التي مرت بها البلاد بسبب أزمة كورونا مدى تماسك الأمن العام في البلاد ولا شك أن وزيرها استطاع مع رجال الداخلية أن يسيطروا على زمام الأمور في البلاد ولم نشعر بأي مشاكل أمنية، وأرجو أن تكون الوزارة قد استفادت من تجربة أزمة كورونا، وأن تعمل على تطوير الخدمات الأمنية حتى نحقق شعار الشرطة في خدمة الشعب.
لا شك أن هذه الأمور بحاجة إلى مجلس أمة أكثر حرصا ويتميز بالوطنية ومصلحة المواطنين لذلك بأن بات الأمر اليوم بيد الشعب لاختيار عناصر أكثر وطنية وولاء للكويت ولنرفع شعار جابر الخير: كلنا للكويت والكويت لنا.
حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يكن أحدكم إمعة، يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن تحسنوا»، رواه البخاري.
والله الموفق.