تظل العلاقة بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية على ما كانت عليه من علاقة متينة متميزة، وكانت بداية العمل لدعم هذه العلاقة وتطويرها هو عقد الحوار الرابع بين البلدين خلال الأسبوع الماضي تم فيه بحث التعاون السياسي والتنمية وحقوق الإنسان بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية، وأن هذا ليدل على الغرس الأساسي المتين لتلك العلاقة بين البلدين التي سعى في غرسها المغفور له بإذن الله، سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، شيخ الديبلوماسية في العالم.
ولقد عقدت اجتماعات مجاميع العمل الأساسية للجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع وبهذا الخصوص صرحت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في الكويت بأن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين مستمرة التي تمتد على مدى أكثر من 30 سنة وأشارت الى أن هذه العلاقة تتمتع بدعم كامل من القيادة السياسية في الولايات المتحدة وهذا ما يشجع على استمرار هذه العلاقة المتينة بين البلدين وستتواصل في عهد الرئيس الجديد جو بايدن.
ولا شك أن العلاقة بين البلدين قائمة على الاحترام المتبادل وعلى التعاون في مختلف المجالات، فقد كانت الولايات المتحدة الأميركية هي التي تولت القيادة للجيوش الدولية التي ساهمت في تحرير الكويت وطرد جيش صدام الغازي، وكانت المبادرة الأميركية خير داعم للعلاقة المتينة بين البلدين، وهي أيضا لم تتوقف عند هذا بل قامت القيادتان الأميركية والكويتية على تطوير هذه العلاقة المتينة بين البلدين، وها هي الولايات المتحدة الأميركية تسهم في مختلف مشاريع التنمية في الكويت مع تعاون مستمر في المجال السياسي والاقتصادي، ونأمل أن تتواصل تلك الجهود التي تدفع إلى تطوير العلاقة بين البلدين والتعاون الكامل، والكويت ما زالت تستذكر مواقف الولايات المتحدة الأميركية التي كانت خير سند لمنع أي محاولات اعتداء على أراضيها.
والولايات المتحدة الأميركية كانت دائما تدفع بجهود الكويت السياسية في حل قضايا المنطقة وفي مقدمتها قضية خلاف الأشقاء بين دول الخليج العربي، وكان أن سعى سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد لإنجاز المصالحة بين الأشقاء، ونحن نأمل أن تتواصل تلك الجهود في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، إن موضوع خلاف الأشقاء يعتبر من القضايا التي تهتم بها السياسة الكويتية لما يربط الكويت بدول الخليج العربي، وها هي الكويت في العهد الجديد تواصل العمل الإنساني في تقديم المساعدة للدول الشقيقة ومساعدة اللاجئين العرب والمسلمين في كل بقاع الأرض وهذه فرصة في مسعى الدولتين (الكويت والولايات المتحدة الأميركية) في تطوير العلاقة بينهما لأن تسعى الدولتان للتعاون في إنشاء صناعة نفطية لتكون رافدا للاقتصاد الكويتي.
٭ من أقوال سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد: «كويت الوطن لم تكن يوما لجماعة بذاتها أو لفريق دون آخر ولم تكن سماتها أبدا قبلية أو طائفية أو فئوية، وكل ما تحقق من مكاسب وإنجازات إنما هو بفضل تآلف وتكافل وتلاحم أهل الكويت جميعا» والله الموفق.