كان لبنان سويسرا الشرق، هكذا كنا نسميه، لما يتميز به من جمال طبيعة وترويقات لذيذة في الصباح والمعجنات والصفائح تأكلها طازجة، كان فيه أنواع من الفواكه اللذيذة، حتى أسواقه يجد الإنسان فيها حاجته.
هكذا كان لبنان وكان مزدحما في الصيف بالسائحين الخليجيين والعرب، وتعتبر السياحة للبنان مصدرا رئيسيا للاقتصاد اللبناني.. لقد هجر هؤلاء السياح الخليجيون إلى تركيا والبوسنة وإسبانيا، ولكن اشتياقهم للبنان مستمر ويتمنون أن يعودوا إلى سياحة لبنان.. اللبنانيون بطبيعتهم لطاف في تعاملهم وتشعر بحبهم لضيوفهم، يستقبلونهم بصدر رحب، هكذا كان لبنان يا زعماء لبنان الذين حتى هذا اليوم لم تتفقوا لإنقاذ لبنان من الدمار، لقد شارف لبنان على الإفلاس وتدمير البنية التحتية، هل أنتم قابلون بهذه الأوضاع السيئة التي قتلت فيها الزرع والطير وجفت الأشجار والزهور الجميلة وقلت الفواكه.. كل ذلك يحدث للبنان وزعماء لبنان مازالوا متمسكين بتخريب لبنان بسبب خلافات سياسية قائمة على الأنانية والحسد، كيف يكون هذا يا زعماء لبنان والشعب اللبناني كما عرفناه منذ الصبا شعب مثالي في خلقه وتعامله مع الناس، لقد قتلتم يا زعماء لبنان تلك الروح الجميلة في نفوس اللبنانيين.
ماذا تستفيدون من عدم التقائكم على وحدة لبنان وعمار لبنان؟! كنا نأنس بصوت فيروز وهي تردد أغنية الصباح، ونطرب لصوت وديع الصافي الذي تشعر من صوته كل لبنان جبالها وطبيعتها الجميلة، لماذا يا زعماء لبنان هذا الخلاف والمنازعات التي وصلت إلى حمل السلاح وقتلوا روح الوطنية في نفوس اللبنانيين حتى بلغ بهم بأن يشهر السلاح في وجه أخيه اللبناني.
لقد تسببتم يا زعماء لبنان بوقف كل المساعدات العربية والدولية عن لبنان بسبب انشقاقكم ونزاعاتكم، لقد نزعتم ثقة العرب والعالم بالدولة اللبنانية لماذا لم تتيحوا الفرصة للشباب اللبناني المثقف المتواجد داخل لبنان وخارجه، ليباشروا في بناء بلدهم الذي أوصلتموه إلى تخريب شامل وإفلاس تام، كفاكم يا زعماء لبنان تسلطا على رقاب اللبنانيين، ألستم وطنيين لبنانيين تشعرون بما وصلت إليه الأوضاع السيئة إلى جسم لبنان الذي كان من أجمل بلدان الشرق الأوسط، وحتى بحره جميل، ياما سبحنا ببحره في بيروت، كنا عندما نصحو صباحا في لبنان نسمع أصوات العصافير وهي تغرد وتغني أجمل الأغاني فرحة وسعيدة بطبيعة لبنان أيها الزعماء الذين مازالوا يتمسكون بانشقاقهم وتقسيم لبنان إلى دويلات ليس لها أي اعتبار كدولة أو اعتراف دولي، لا أريد أن أعدد الطوائف والأحزاب السياسية التي تسببت في تشتت الدولة اللبنانية وأوصلت الشعب اللبناني إلى أدنى مستوى من الفقر.
يا زعماء لبنان أليس فيكم رجل رشيد حتى يشعر بمآسي لبنان وتمزيق الدولة اللبنانية، لا بد أن تتخلوا عن أنانيتكم وسياستكم الطائفية التي مزقت لبنان ودمرت كل شيء فيه.. لبنان ينادي الجميع لإنقاذه مما يشكو من آلام التخريب والتمزيق، لقد آن الأوان لأن نعمل جميعا من أجل إنقاذ لبنان، حتى يعود إلى ما كان عليه في السابق من أجمل دول الشرق الأوسط والتي يسمونها سويسرا الشرق، لنبدأ في بناء لبنان حتى تعود دولة السياحة، ويعود السائحون الخليجيون إلى لبنان، فإن السياحة في لبنان تعتبر مصدر انتعاش الاقتصاد اللبناني.
رب احفظ لبنان وأهله وارفع عنهم البلاء وأوقف الدمار واحفظ شعب لبنان الشقيق من البؤس والفقر.
آية كريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). والله الموفق.