لا أعرف لماذا تحاول الولايات المتحدة إعادة ملف مقتل الصحافي جمال خاشقجي بعد تأكدها من أن الملف الخاص بقتله تعاملت معه المحكمة السعودية، وبعد أن اقتنعت الجهات المختصة فيها بالأحكام التي صدرت عن المحاكم السعودية في هذه القضية؟
لماذا تعيد المخابرات الأميركية إثارة هذه القضية؟ وما الهدف من ذلك؟ إن المواطن جمال خاشقجي من رعايا السعودية، فهي قامت بتسليم ملف القضية لعدم السماح لأي جهة باستغلالها.
هناك شكوك في أن الولايات المتحدة لها أهداف سياسية للضغط على المملكة العربية السعودية، إلا أن هذا الضغط الأميركي على السعودية تصدت له دول مجلس التعاون الخليجي وأيدت بيان وزارة الخارجية السعودية الذي ردت فيه على بيان الخارجية الأميركية.
كان من المفروض أن تضع الولايات المتحدة حسابا للعلاقة الاقتصادية والتجارية التي تربطها مع السعودية ودول «التعاون» التي لن تتخلى عن موقفها المساند للمملكة العربية السعودية. وعلى الصعيد السياسي فإن الموقف الأميركي طرأ عليه تغيير على العلاقة مع إيران، التي دائما تهدد المصالح الأميركية في المنطقة.
إيران تحاول أن تهيمن على دول «التعاون» وفرض المذهبية وسبق أن أعلن بعض المسؤولين الإيرانيين عن تضافرهم في السيطرة على بعض الدول العربية وكذلك أعلن أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله في لقاء مع التليفزيون الإيراني بأنه استطاع إجلاء سنة سورية وكذلك سنة العراق وذلك ضمن خطة الملالي الإيراني التي تسعى لفرض المذهب الشيعي على المنطقة، واستطاعت إيران أن تتولى السلطة في سورية ولبنان بعد طرد سنة سورية ولبنان من بيوتهم، كما أنها تسيطر على اليمن وتوجه الحوثيين في اليمن للقيام بإعلان الحرب على السعودية وتعريض المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة المنورة لبعض الصواريخ الإيرانية وهذا أكبر دليل على عدوانية إيران على الدول العربية.
يبدو أن قيادة الملالي تتجاهل مصالح التجارة الإيرانية في دول الخليج العربي والتي قد تتعرض في أي وقت لطردهم وتوقف التحويلات المالية من قبل التجار الإيرانيين إلى البنوك الإيرانية ومما لا شك فيه أن هذا سيؤثر تأثيرا مباشرا على الاقتصاد الإيراني.
ونعود للعلاقات الأميركية - السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث ستتأثر كثيرا العلاقات الاقتصادية والتجارية، لأنه في حال إصرار الولايات المتحدة على محاولة الضغط على السعودية ستضطر المملكة ودول «التعاون» لتعديل هذه العلاقات، والتحول لتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين ودول الاتحاد الأوربي وروسيا، وبالفعل بدأت هذه العلاقات تزدهر.
إن التبدل قد يدفع الولايات المتحدة الأميركية لمراجعة موقفها المتغير مع السعودية التي ستنسحب أيضا مع دول مجلس التعاون التي تقف بكل صلابة في مساندة الموقف السعودي، وهنا نريد أن نستذكر مواقف الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، لدعم تضامن دول المجلس وسعى كثيرا لأن يزيل الخلاف الخليجي، والحمد لله لقد تمت إزالة الخلاف وعادت دول الخليج العربي إلى التلاحم وها هي دول المجلس الخليجي تعلن عن دعمها غير المحدد لتأييد الموقف السعودي.
من أقوال سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد - طيب الله ثراه: «سلامة الجماعة إنما تكمن في وحدتها وإن قوتها إنما تكمن في تماسكها».
والله الموفق.