مازالت دول العالم تشهد بالمكانة الدولية للكويت، فقد ساهمت الكويت في العديد من المواقف السياسية التي أدت لاعتراف دول العالم بسياستها المتزنة، واستشهد زعماء العالم الذين زاروها وكان آخر هؤلاء الزعماء رئيس مجلس الأمة التركي الذي أشاد باتزان السياسة الكويتية تجاه كل القضايا الدولية بل واستشهد أيضا بدور الكويت، وكانت الكويت قد استضافت بقيادة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد عدة مؤتمرات وتجمعات دولية كمساهمة منها في حل القضايا والخلافات السياسية وأبرزها الموقف الكويتي الثابت تجاه القضية الفلسطينية والخلاف الخليجي، كما احتضنت الكويت ثلاثة مؤتمرات لمساعدة اللاجئين السوريين ومؤتمر دعم بناء العراق.. واستطاع الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، أن يقيم للكويت مكانة شامخة من خلال مشاركتها في معالجة القضايا والمشاكل التي تعاني منها الدول الشقيقة والصديقة.
أتابع ما تنشره صحيفة الجريدة الغراء من مذكرات أستاذنا الكبير السياسي المحنك عبدالله بشارة هذه الأيام وهو الذي عاش معظم القضايا السياسية من خلال ملازمته للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، في مساعيه المتعددة في حل القضايا والخلافات السياسية بين الدول الشقيقة والصديقة، وكذلك أشار إلى لقاءات سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مع العديد من زعماء العالم وثقة هؤلاء الزعماء بالمواقف السياسية لسموه (رحمه الله) لا شك أنه عمل جبار ذلك الذي ساهم في أخذ مكانة عالية للسياسة الكويتية.
لقد عشت تلك الأحداث وشاهدت مدى اهتمام زعماء العالم بالمواقف السياسية المتزنة لأميرنا الراحل، والتي ساهمت في كسب الكويت لتلك المكانة الراقية بين دول العالم.. ولابد من الاستفادة من تلك التجارب لمواصلة اهتمام دول العالم بالسياسة الكويتية المتزنة وثقة العالم بالمواقف السياسية للكويت، ولابد أن نواصل هذه المسيرة الموفقة والناجحة، وبإمكان وزير الخارجية الشاب الشيخ د.أحمد ناصر المحمد الذي تشبع بخبرات سمو الشيخ صباح الأحمد (رحمه الله) أن يواصل تلك المسيرة الموفقة في عمل وزارة الخارجية.
ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أشيد بتلك المذكرات السياسية لأستاذنا الفاضل عبدالله بشارة، التي تنشر هذه الأيام بجريدة الجريدة.
إن هذه المذكرات تعتبر سجلا تاريخيا يدون كل الجهود السياسية للكويت التي نعتز بانتمائنا لها ولا شك ان هذه المذكرات ستكون مرجعا لكل متتبع ويهتم بمسيرة الكويت السياسية.
من أقوال سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه: «الكويت هي التاج الذي على رؤوسنا وهي الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا فليس في القلب والفؤاد شيء غير الكويت وليس هناك حب أعظم من حب الكويت، الأرض العزيزة التي عشنا على ثراها وسطرنا عليها تاريخنا وأمجادنا ومنجزاتنا».
والله الموفق.