رغم الظروف الصعبة والمنازعات الحادة بين الطوائف والأحزاب السياسية في لبنان ومحاولة الأمم المتحدة وفرنسا مساعدة لبنان من خلال عقد مؤتمر لدعم لبنان.. فهناك من يحاول إشعال الحرب بين لبنان وإسرائيل كمحاولة لصرف النظر عن مساعي الأمم المتحدة وفرنسا لمساعدة لبنان.
لقد تعمد حزب الله إشعال حرب غير متكافئة وليست لها أي أهمية في ظل الظروف التي تعيشها لبنان هذه الأيام، فإلى متى تستمر هذه الخلافات والمنازعات بين الطوائف والأحزاب اللبنانية؟ ألا يجب أن يتوقف اللبنانيون عن هذه الفوضى التي يعيشون فيها؟
العرب هم وحدهم الذين يعيشون خلافات وصراعات بين الطوائف. كنا في السابق نسمع عن حروب في فيتنام، وحرب بين الكوريتين، وحروب في عدة أماكن في أفريقيا، وحروب في أوروبا الشرقية، كل هذه الحروب وهي حروب وطنية لأنهم يريدون أن يقيموا دولا والانفصال عن التبعية لقوميات أخرى، أما العرب فأمرهم غريب جدا فهم يحاربون ويتخاصمون لأهداف غير معروفة، انقسمت الدول العربية إلى طوائف وعنصريات وأحزاب رغم أنهم كلهم ينتمون لبلد واحد وقومية واحدة وكان من المفروض أن يلتفتوا إلى هدف واحد وهو توحيد الأهداف والمواقف فمثلا في لبنان فهناك صراعات طائفية رغم أنهم كلهم ينتمون لبلد واحد وقومية واحدة، لكن مما يؤسف له أن هؤلاء مقسمين إلى ولاءات طائفية وحزبية، وكذلك الأمر في العراق وسورية واليمن كلها شعوب عربية وينتمون لبلد واحد لكن للأسف يفضلون الانتماء للطائفية والحزبية.
إن هذا من عمل أعداء الشعوب فلابد أن تدرك هذه الشعوب خطورة الانتماءات الطائفية والحزبية، وهناك خلافات في السودان ونتيجة لهذه الخلافات انفصل إقليم دارفور وأصبح دولة مستقلة عن السودان، وفي المغرب العربي هناك خلاف مغربي جزائري لذا نرجو أن يوفق جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب في دعوته لنبذ الخلاف مع الأشقاء في الجزائر.
حتى الفلسطينيون بينهم خلافات وكان من المفروض أن يكونوا أكثر تمسكا بوحدة الشعب الفلسطيني، وبسبب هذا الخلاف هناك ممثلون للفلسطينيين في رام الله وممثلون غيرهم في غزة.
أحوال العرب لا تسر، وغير معروف مستقبل الأمة العربية، فمتى يعي العرب أهمية التصافي والاتفاق؟ ولابد أن تبدأ دولنا العربية في تهيئة الظروف التصالحية ونبذ الخلافات والتوقف عن المنازعات، وندرك أهمية التعاون والوحدة بين الشعوب العربية.
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه: «إن علاقتنا بالدول الأخرى تحددها مصلحتنا ومصلحة أمتنا العربية وإيماننا المطلق بوحدة هذه الأمة كأساس وهدف بالأخوة الإسلامية، والسلام القائم على العدل والصداقة القائمة على الاحترام المتبادل».
والله الموفق.