في بداية عهدها، أصدرت حركة طالبان عدة قرارات تعتبر قرارات سياسية، وهي في نفس الوقت تعد تغييرا شاملا في المواقف الصلبة السابقة لحركة طالبان، ما يشير إلى أنها تسعى لإقامة علاقة جيدة مع دول الجوار ودول العالم، وكان أول هذه القرارات العفو الشامل عن كل الذين ساعدوا القوات الأجنبية التي كانت تحتل أفغانستان، كما أعلنت عن عدم التعرض لأي من مكاتب وسفارات معظم الدول.
ومن أبرز قراراتها والتي كان لها صدى قوي وطيب لدى دول العالم، ما تتعلق بحرية المرأة وفتح المجال أمامها لتمارس حقوقها السياسية داخل دولة أفغانستان الإسلامية.
أما فيما يتعلق بعلاقة حركة طالبان بدول الخليج العربي فهي علاقة طيبة، حيث كانت حركة طالبان أن فتحت مكاتب لها في دولة قطر الخليجية، وأن علاقاتها لم تكن سيئة مع بقية دول الخليج، قد يكون هناك بعض الفتور مع المملكة العربية السعودية بسبب عدم تسليم السعودي أسامة بن لادن، إذا ليست هناك أي خلافات بين دولة طالبان والدول الخليجية العربية.
وبالنسبة لعزم حركة طالبان على إنشاء دولة إسلامية قائمة على الشريعة الإسلامية، فهذه أمور تخص طالبان ما دامت لا تسعى للتدخل في شؤون الدول الجارة وغير الجارة، وهي أيضا تعهدت بإقامة علاقات طيبة مع مختلف دول العالم وهذا أيضا أمر يطمئن العالم بتخلي حركة طالبان عن تنفيذ عمليات إرهابية، وهذه تعتبر مهمة جدا للسلام العالمي الذي يطالب به ويتمسك بتطبيقه كل دول العالم، نطالع ونسمع الكثير عن مستقبل حركة طالبان في المنطقة وعن تخلي طالبان عن مخططاتها السابقة والتأكيد على فتح صفحة جديدة مع مختلف دول العالم.
إن هذه التوجهات لحركة طالبان والتي يحدد من خلالها مستقبل العلاقات بين حركة طالبان ودول العالم لهي توجه مرحب به من قبل دول العالم، ولا شك أنه توجه سليم تسعى طالبان لإيجاد وضع مقبول وطيب، وهذا ما ستسعى حركة طالبان لإقامة علاقة طيبة مع دول العالم وترسم مستقبل دولة أفغانستان الإسلامية.
إن حركة طالبان كانت تقاوم الاحتلال الروسي الإلحادي ثم استغلال الولايات المتحدة لأراضي أفغانستان، حيث إقامة عدة قواعد عسكرية استغلتها الولايات المتحدة الأميركية لإنجاز مخططات ضد دول الإرهاب، اليوم أفغانستان تخلصت من الاحتلال الروسي ومن القواعد العسكرية الأميركية فهي تجد ما يدعوها للاستمرار في العمليات العسكرية، بل ترى أن الوقت حان لأن تفتح صفحة جديدة وجيدة مع مختلف دول العالم.. نرجو للأخوة الأفغان التوفيق في مسعاهم لإقامة دولتهم الإسلامية دون التدخل بالشأن الخارجي.
آية كريمة: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا).
والله الموفق.