يعتبر الأمن في العراق الشقيق والجار أمرا مهما للكويت ودول الجوار، لذلك حرصنا على متابعة نتائج الانتخابات العراقية وتمنينا أن تسفر عن فوز نواب يهمهم أمن العراق واستقلالية قراره، ولله الحمد نجحت كتلة السيد العروبي مقتدى الصدر.
وما ان أسفرت الانتخابات العراقية عن فوزه بالمركز الأول الذي يؤهله لتشكيل الحكومة العراقية توجه بخطاب للشعب العراقي والشعوب العربية تشعر من كلماته بحسه العروبي، وقد نادى بأعلى صوته بضرورة حصر السلاح بيد الدولة مرورا بانتهاء زمن الميليشيات المعروفة بتبعية النظام الإيراني الذي كان يعبث بالعراق، حيث كان يتدخل في الشأن العراقي وفي تشكيل الحكومة.
كذلك ألمح السيد مقتدى إلى أنه سيحاسب كل فاسد أيا كان وسينزع الفساد بدمائنا لو اقتضت الضرورة.. وتحدث أيضا عن الأمن والاستقرار في العراق حيث أشار إلى أن الشعب العراقي آن الأوان لأن يعيش بسلام بلا احتلال ولا إرهاب.
كذلك فازت في هذه الانتخابات قائمة تقدم برئاسة محمد الحلبوس بالمركز الثاني الذي يمثل الكتلة السنية ثم قائمة الكون الكردي، وهذه النتائج تبشر بأن دولة العراق الحرة لن تتبع أي تدخل أجنبي وبالتالي فإن هذا يطمئن الكويت ودول الجوار على عدم السماح لأي تدخل إيراني في العراق.
نحن لسنا ضد أي دولة ولكن نرفض أن تتدخل أي دولة في شؤون الآخرين، ونريد أن نتعامل مع العراق دون أن تتدخل في شأنه أي دولة خارجية سواء الأميركي أو الإيراني، كما هو في لبنان الذي يعجز عن تشكيل حكومة وطنية تمثل كل اللبنانيين بسبب تدخل إيران من خلال فرض سياستها من خلال حزب الله الذي يعلن الأمين العام للحزب حسن نصرالله عن تبعيته لإيران علنا وهذا ما يردده في كل مناسبة.
نرجو للعراق الشقيق الجار أن يوفق في تآلف كل أطياف العراق لأن يتمسكوا بوطنيتهم العراقية وأن يتبنى مشاريع لصالح الشعب العراقي فالعراق دولة غنية تملك ثروات نفطية كبيرة وبإمكانها أن تجعل من العراق والشعب العراقي أن يعيش حياة راغدة كجاراتها الخليجيات.. لا بد أن يباشر العراقيون الوطنيون ليحموا استقلالية العراق وعدم التبعية ويحافظوا على الثروة العراقية لصالح الشعب العراقي.. والعراق لا ينقصه الرجال المخلصون الوطنيون.. ونبارك للسيد العروبي مقتدى الصدر والحلبوسي وكتلة التجمعات الكردية ونأمل أن يتعاونوا لصالح العراق والعراقيين.
من أقوال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - طيب الله ثراه: «إن الشعب الكويتي لم ينظر في أي وقت إلى النعمة التي أفاء الله بها عليه نظرة أنانية ضيقة.. بل وضع بالاعتبار احتياجات إخوانه العرب فأشركهم في هذه النعمة».
والله الموفق.