تقدمت الحكومة باستقالتها ومازالت هناك تصريحات نيابية توحي باستمرار الأزمة بين الحكومة ومجلس الأمة، والناس تنتظر بلهفة لما تسفر عنه الأمور بعد استقالة الحكومة، فاستمرار الأزمات بين السلطتين أدخل الدولة في نفق عميق ومازال الخروج منه غير معروف! لكن هذه الأوضاع تجعلنا لأن نتطلع إلى قرارات القيادة العليا لإحلال الاستقرار، وقد تكون البداية لذلك من خلال تعيين رئيس وزراء من الأكفاء، والدولة فيها العديد من الأكفاء، ونتطلع من القيادة السياسية أيضا لأن تتخذ إجراءات لدعم رئيس الحكومة المقبل الذي سيقع عليه الاختيار، ووضع حد لمن يحاول استمرار حالة عدم الاستقرار، وخاصة من يواصلون التصريحات ضد أي محاولات لتهدئة الأمور وإتاحة الفرصة لأن تتمكن الدولة من القيام بمسؤولياتها تجاه الوطن والمواطنين، في الوقت الذي تقبل الدولة على إنجاز عدة مشاريع تنموية لصالح الوطن والمواطنين.
لو حاولنا استفتاء آراء الناس فسنجد أن غالبيتهم يطالبون بحل مجلس الأمة بعد حل الحكومة والعمل على تشكيل حكومة جديدة تضم مجموعة من الاختصاصيين دون الالتفاف إلى المحاصصة القبلية والحزبية، فكل ما يريده الناس من الديموقراطية أن يتساوى الجميع أمام القانون ومنع الوساطات التي يتم فيها التعيينات الباراشوتية. فالدولة مرت بهذه الأوضاع سابقا وكانت النتائج سيئة وتأثرت جميع نواحي حياتنا من سوء الخدمات في ظل عدم الاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.
لا بد أن يكون للقيادة العليا موقف صلب واتخاذ المراسيم التي تمنع إصرار البعض على استمرار توتر الأوضاع، فمن الواضح أن هؤلاء لن يكتفوا بتغيير الحكومة، بل إنهم يصرون عل استمرار حالة الفوضى.
وكما نتابع جميعا فقد تسببت هذه الفوضى في عدم اتخاذ أي قرار بشأن منحة الثلاثة آلاف دينار للمتقاعدين والتي تحدث عنها أكثر من نائب ومسؤول حكومي، وواضح أن هذا لا يدخل في السياسة العامة، لكن هناك سباقا بين الحكومة والمجلس لأن تكون المنحة بقرار من مجلس الأمة لا من الحكومة.. ومازال الناس ينتظرون القرار الذي سيحدث بشأن المتقاعدين، وهذا أحد الأساليب الفوضوية في علاقة السلطتين، والمتابع يلاحظ وجود تدخلات نيابية متكررة في الشأن الحكومي حيث يحاول البعض فرض تعيينات باراشوتية.. وهناك من يريد أن يفرض على الحكومة اختيار عروض معينة في تنفيذ المشاريع من قبل «المناقصات».
أرجو أن يتم وضع الحلول المناسبة حتى يتم الخروج من النفق، لأن الوضع السيئ يتطلب من الجميع التكاتف والتعاون بالشكل الأمثل لعلاج ما تعيشه البلاد من أزمة تكاد تخنق البلاد.
آية كريمة: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير).
والله الموفق.