ما دمنا نعيش هذه الأيام الشهر الفضيل الذي يتجلى فيه تمسكنا بالقيم والأخلاق الإسلامية والتي تدعونا إلى التعاون والتآلف فيما بيننا والتماسك بوحدة المجتمع، وإذا كنا حقا نريد أن نحافظ على استقرار المجتمع وأمنه، فلابد أن نتخلى عن كل ما يدعو إلى الخلاف والتفرقة، إن العاقل تظهر حكمته عند الفتن وتبين حنكته في وقت المحن، فيكون داعيا إلى الحكمة والتروي وتجنب ما يثير الخلاف ويورث الشقاق بين الناس، من تبادل الإساءات والاتهامات بكل أشكالها وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
إن هذه الممارسات التي نشهدها في مجتمعنا لهي مخالفة للمبادئ والقيم الإسلامية، وما دمنا نعيش روحانيات رمضان المبارك فلابد من التمسك بالقيم الأخلاقية الإسلامية التي تقوم على العدل والإحسان وإذا كنا حقا ننشد العدل لمجتمعنا فلابد من أن نبتعد عن كل أنواع الخلاف والنزاعات لأنها تخالف مبادئ العدالة والوحدة.
ولقد حذرنا ربنا سبحانه وتعالى من الخلاف لأنه يضعف تماسك الأمة، قال تعالى (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين).
إذن فإن تماسك الأمة وصفاء النفوس والقلوب بين أفراد المجتمع يعتبران من أساسيات الأمن والاستقرار للمجتمع والدافع إلى التعاون وبذل الجهد من أجل بناء مجتمعنا إلى أحسن حال، وإن هذه الأمور تتطلب التفاهم التام بين أفراد المجتمع.
إننا ما زلنا نعيش أجواء غير طبيعية وسيئة بسبب الخلافات والمنازعات بين أعضاء مجلس الأمة والحكومة، وهذه الخلافات تسببت في عدم التوافق حول مختلف القضايا وتعليق الكثير من الأمور التي هي بحاجة إلى إنجاز مشاريع لصالح الناس، ومما يؤسف له أن يطالعنا ما ينشر في التواصل الاجتماعي بما يسيء إلى تماسك المجتمع وتتسبب في إثارة الفوضى ونشر الأكاذيب، التي تعمق الخلاف بين المجلس والحكومة.. إن الاستمرار في هذه النزاعات يعرقل سير وتقدم المجتمع، أعتقد أنه جاء دور القيادة السياسية لأن تضع حدا لمثل هذه الأمور والتصدي لما يقوم به التواصل الاجتماعي من نشر الأكاذيب كذلك يتطلب الوضع اتخاذ مراسيم أميرية لإزالة الخلافات والنزاعات التي تقف حجر عثرة أمام مسيرة التقدم والنماء لمجتمعنا..
٭ فقيد الكويت سامي العيسى: فقدت الكويت خلال الأسبوع الماضي أحد القادة العسكريين الذين تصدوا للغزو العراقي على البلاد، وأثناء قيامه بالمقاومة تم أسره ونقل إلى العراق ليمكث هناك لأكثر من شهرين.
كنت التقي بالراحل العيسى في ديوان عبداللطيف بن عيسى وهو ديوان عائلته التي ينتمي إليها العديد من نواخذة البحر القدامى، وكنت أتحدث إليه وعن أيام أسره في العراق، وكان دائما يؤم برواد الديوانية صلاة المغرب والعشاء فسألته كيف حفظت القرآن الكريم.. أجاب بأنه استغل فترة أسره في العراق فحفظ القرآن الكريم ولا يسعنا إلا أن نبتهل إلى المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يغفر له و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
قول مأثور: «هناك من يتذمر لأن للورد شوكا، وهناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة- جبران خليل جبران»..
والله الموفق.