تصر إسرائيل على قصف مواقع عسكرية في سورية تعتبرها مواقع عسكرية إيرانية، كذلك تواصل إسرائيل القصف لمواقع في لبنان، وفي المقابل تعلن سورية عن الرد على القصف الإسرائيلي، وفي لبنان خرجت مظاهرات ضد قيام إسرائيل بدخول المياه الإقليمية في لبنان وسحب البترول من مواقع داخل الحدود البحرية اللبنانية، واكتفت سورية ولبنان كالعادة بإصدار التصريحات النارية والتهديد بالرد العنيف، وهذه التصريحات لم تتجاوز التصريحات الإعلامية فقط.
سورية ترفع شعارات لتحرير الأراضي السورية المحتلة في الجولان، وكذلك يعلن حزب الله اللبناني أن المقاومة اللبنانية ستتصدى للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، إسرائيل من جانبها لم تتوقف عن قصف المواقع العسكرية داخل الأراضي السورية وتعتبرها مواقع عسكرية إيرانية، وإيران من حين إلى آخر تهدد بقصف تل أبيب ومواقع إسرائيلية، وهي سبق أن قامت باحتلال بيروت ومازالت تحتل مواقع في الجنوب اللبناني ومازالت تحتل الجولان السوري، وتعلن أنها ستستمر في قصف المواقع العسكرية الإيرانية داخل الأراضي السورية واللبنانية، وسورية وحزب الله يكتفيان بالرد الكلامي والتصريحات الإعلامية النارية، وسورية ولبنان من الدول المواجهة لإسرائيل التي تدعي بأنها تستعد لطرد الحشود الإسرائيلية التي مازالت تحتل فلسطين وعلى مدى ستين سنة فإن العرب لم يتقدموا أي خطوة تجاه إسرائيل لتحرير فلسطين.
يتوجب على العرب أن يحرروا انفسهم ويتخلصوا من الصراعات فيما بينهم، وأنه من الصعب أن نصدق ما يصدرون من تصريحات وتهديدات ضد إسرائيل، بينما هم (العرب) يعيشون في تمزق وصراعات حزبية وطائفية، كان أن ادعى صدام حسين بأنه يستعد لتحرير الأقصى وكون جيش تحرير القدس إلا أن هذا الجيش لم يوجهه لتحرير فلسطين بل دفعه لاحتلال بلد عربي شقيق كان هذا البلد خير عون للعراق في حربه مع إيران، وفي اليمن هناك صراعات وتهديدات ضد الأراضي المقدسة في مكة والمدينة المنورة.
ويواصل الحوثيون اعتداءاتهم المتكررة على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وهناك صراعات وخلافات بين الفلسطينيين أنفسهم أصحاب القضية، كان من المفروض أن يتكاتف الشعب الفلسطيني ويتخلوا عن نزاعاتهم وخلافاتهم إن كانوا حقا يريدون تحرير أراضيهم المحتلة من قبل الصهيونية العالمية.
إن جامعة الدول العربية يجب أن تقود التجمعات العربية وأن توحد صفوفها، وتتخلى عن كل الخلافات فيما بين العرب، وأن يكرسوا جل نضالهم لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي، نحن بحاجة إلى أن نكون صادقين في مواقفنا تجاه بعضنا، لأنه من الصعب أن ندحر المحتل الصهيوني من القدس وفلسطين ونحن على هذه الحالة.
من كلمات المغفور له بإذن الله تعالى سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، «إن علاقتنا بالدول الأخرى تحددها مصلحتنا ومصلحة أمتنا العربية وإيماننا المطلق بوحدة الأمة كأساس وهدف وبالأخوة الإسلامية والسلام القائم على العدل والصداقة القائمة على الاحترام المتبادل».
والله الموفق،