يحتفل الشعب المصري الشقيق والشعوب العربية بثورة 23 يوليو التي قام بها الضباط الأحرار، وكان لهذه الثورة الأثر الإيجابي على الثورات التي قامت فيما بعد بالدول العربية وفي مقدمتها ثورة 14 يوليو في العراق وثورة اليمن بقيادة عبدالله السلال.
وكان من أهم أهداف ثورة الضباط الأحرار في مصر إجلاء القوات البريطانية وإعادة السيادة المصرية على قناة السويس هذه هي الخطوات التي قام بها الضباط الأحرار، ولم يتوقفوا عند هذه الخطوات بل كانت لثورة 23 يوليو أهداف لإنجاز مكاسب للشعب المصري، وأول هذه الإنجازات تطبيق الإصلاح الزراعي الذي تم فيه توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين لتصبح الأراضي التي كانوا يعملون بها أُجراء لكبار الإقطاعيين، هم أصحاب الأرض، كما أنجزت الثورة المجيدة بناء السد العالي ليوفر المياه للمزارعين.
وكانت هذه بداية كبيرة وصدمة عنيفة للدولة المستعمرة للدولة المصرية، حيث تم إجلاء قواتها من مصر ومنطقة قناة السويس لتتولى القيادة المصرية إدارة قناة السويس التي تعتبر أهم معبر بحري في العالم، حيث تربط هذه القناة بين ثلاث قارات هي أوروبا وأفريقيا وآسيا، حيث تقع أرض سيناء الآسيوية من جهة الشرق.
ولقد أثرت تلك الصدمة على الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا التي كانت تحتل مصر، فقامت بريطانيا بالتعاون مع فرنسا وإسرائيل بالعدوان الثلاثي عام 1956، ولقد استبسلت الجماهير المصرية وخاصة أبناء بورسعيد في المقاومة وفرضت على المعتدين الانسحاب الفوري ولم تتوقف المؤامرات للقضاء على ثورة 23 يوليو المجيدة، وفي عام 1954 في ساحة المنشية بالإسكندرية قامت مجموعة من عملاء المخابرات البريطانية بتدبير مؤامرة لاغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، وتآمرت قوى الشر مرة أخرى في عام 1981، حيث قامت بمؤامرة اغتيال الرئيس أنور السادات بطل التحرير الذي قاد حربا ضد احتلال إسرائيل لأرض سيناء، ولم تتوقف المؤامرات على ثورة 23 يوليو وعلى أعضائها، بل جاء الدور على الرئيس البطل حسني مبارك وهو صاحب الضربة الأولى في حرب 6 أكتوبر عام 1973، وكانت أن حاولت أيضا مجموعة من عملاء المخابرات البريطانية بتدبير مؤامرة لاغتيال حسني مبارك في «أديس أبابا» وباءت بالفشل، كما نلاحظ أن الذين حاولوا وأد الثورة المجيدة هم الاستعمار وعملاء المخابرات البريطانية، إنهم أعداء للشعب المصري الذين لا يريدون أن تنهض مصر وتواصل إنجاز مشاريع التنمية.
اليوم ونحن نستذكر تلك الثورة المجيدة للضباط الأحرار لابد أن نقف بكل إجلال وتقدير لرجال الثورة المجيدة وأن نحيي مصر الشقيقة بذكرى ثورة 23 يوليو، ثورة النصر والتحرير.
تعالوا نردد مع «كوكب الشرق» أحلى ما غنت في الوطنية:
«مصر التي في خاطري وفي فمي
أحبها من كل روحي ودمي
يا ليت كل مؤمن بعزها يحبها حبي لها
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا
نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم
من عمرنا وجهدنا
عيشوا كراما تحت ظل العلم تحيا لنا عزيزة في الأمم
أحبها لظلها الظليل بين المروج الخضر والنخيل
نباتها ما أينعه مفضضا مذهبا
ونيلها ما أبدعه يختال ما بين الربى
بني الحمى والوطن من منكم يحبها مثلي أنا
نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم
من قوتنا ورزقنا».
والله الموفق.