التحركات السياسية التي تقوم بها إيران مع عدة دول إسلامية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لإنشاء اتحاد إسلامي على غرار الاتحاد الأوروبي مشروع طيب، ونأمل أن يكون اتحادا تعاونيا في المجال الاقتصادي والسياسي، ولا نريد أن نقيم اتحادا عسكريا لأننا لسنا بحاجة إلى تجمع عسكري، فمعظم الدول الإسلامية لا تريد أن تدخل في منازعات وخلافات عسكرية وهي تفضل أن يتم حل المنازعات الحدودية في إطار التفاهم الإيجابي وأن نتجنب أي منازعات حربية.
إيران بدأت التحرك مع عدة دول إسلامية وبدأت بالمملكة العربية السعودية وهي أيضا أجرت اتصالات سياسية مع مصر والأردن ودول خليجية هذه التحركات الإيرانية يجب أن يسبقها تفاهمات حول الدول العربية مثل سورية ولبنان واليمن التي تتدخل إيران في شأنها، لأنه من الصعب أن نصل إلى إنجاز مشروع الاتحاد الإسلامي دون أن نضع حدا للتدخل الإيراني في عدد من الدول العربية.
إن فكرة الاتحاد الإسلامي للتعاون هي مفيدة للدول الإسلامية وتدفع لإنشاء سوق تجاري إسلامي مشترك كالسوق الأوروبي، ولا شك أن إنشاء مثل هذا السوق سيكون له الأثر الإيجابي على اقتصادات الدول الإسلامية كذلك سيحقق من خلال التجمع الإسلامي على التفاهم السياسي بين الدول الإسلامية ومثل هذا الاتحاد سيسهم في استقرار وأمن الدول الإسلامية، كما سيدفع لإزالة أي نزاعات بين الدول الإسلامية بخصوص الخلافات الحدودية ومواقع آبار النفط، وهناك أيضا خلافات سياسية تأثرت كثيرا بالخلافات الطائفية والأحزاب السياسية في بعض الدول الإسلامية إن المشروع يحتاج إلى إنشاء مؤسسة سياسية للدول الإسلامية مثل اتحاد دول الخليج العربي أو جامعة الدول العربية، وهو أيضا فرصة لتجميع كل القوى الإسلامية لمواجهة المنظمات الإرهابية التي تعمل تحت شعارات إسلامية مثل داعش التي تمارس كل أنواع الإرهاب داخل المدن العربية مثل المناطق الشرقية في سورية.
لقد آن الأوان لأن يباشر الدول الإسلامية لإنشاء اتحاد إسلامي هدفه التعاون الاقتصادي وتوحيد المواقف السياسية ومعالجة كل المنازعات بين الدول الإسلامية.
لابد من التحرك لأن يكون للدول الإسلامية هيئة سياسية تلتقي فيها كل الدول الإسلامية لتتولى مسؤولية التعاون الاقتصادي في الدول الإسلامية وتوحيد المواقف السياسية.
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه: «إن ثوابتنا الدائمة ترتكز على وجودنا الخليجي والعربي والإسلامي مع تفاعلنا مع العالم الذي نعيش فيه وأحداثه التي يجب أن نأخذ منها المواعظ والعبر ونعرف تمام المعرفة موقعنا منه وعلاقتنا به».
والله الموفق.