لقد عاش المغفور له، بإذن الله، م.عبدالرحمن الغنيم (أبو هيثم) صديقا عزيزا على نفوس معارفه ومحبيه، وكنت أحد رواد ديوانه العامر في ضاحية عبدالله السالم، والذي كان دائما مزدحماً بالرواد من محبي أبي هيثم.
لقد كان، رحمه الله، سباقا في كل عمل وطني، كان يتفانى في خدمة ومصلحة الكويت والكويتيين، لقد كان أمينا عاما للمؤتمر الشعبي للشعب الكويتي الذي عقد في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي أعلنت وقوفها ومناصرتها للحق الكويتي.
نعم، لقد حرص أبو هيثم على أن يكون أحد القادة الذين تولوا مسؤولية الدفاع عن الشرعية الكويتية المتمثلة بأسرة آل الصباح، وقد نجح ذلك المؤتمر في إفشال مخططات المحتل بقيادة عدو الشعوب والإنسانية صدام حسين الذي شهد الجميع بأنه هو من دمر المنطقة، وهو الذي دفع بأن تتواكب جيوش العالم لتسهم في تحرير الكويت، كان وزيرا متميزا بإدارته وفتح أبواب وزارته لاستقبال كل مواطن دون تمييز أي فئة من فئات الشعب الكويتي، بل كان يلتقي كل صاحب شكوى والابتسامة تعلو شفاه، وكان أبو هيثم نائبا في مجلس الأمة لم يستغل عضويته لإنجاز مصالحه الشخصية، بل كرّس كل وقته ومدة عضويته في مجلس الأمة لتبني أهم المشاريع التنموية في البلاد، ولا غرابة في ذلك فهو ابن الكويت الأصيل، فوالده هو العم خالد الغنيم أحد رؤساء مجلس الأمة السابقين، ومن العائلة نفسها ينتمي د.يعقوب الغنيم الأستاذ الفاضل وأخواه مرزوق وعبدالله، وكان آل الغنيم من سكان منطقة الوسط.
وفي ديوانه العامر، كان يلتقي الفقيد الغالي رواد ديوانه ويتبادل معهم الحوار حول قضايا البلاد ومصالح الناس، ولم يمل من أن يتحاور مع رواد ديوانه دون تمييز، كان يعامل الناس بالتساوي ويهتم بالحوار مع الجميع، ولا يسعنا إلا أن نحيي ذكرى الإنسان الوطني الذي كرّس جل حياته لخدمة الكويت وأهلها. إننا نرجو من المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويغفر له، وأن يكون مثواه الفردوس الأعلى.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون).