أسفرت انتخابات مجلس أمة 2022 عن عناصر متجانسة ومتنوعة تمثل كل فئات الشعب الكويتي، وهذا يعتبر منطلقا لأن يهتم نواب الشعب بالقضايا ذات المصالح الوطنية، وأنه ليست هناك تكتلات أو انتماءات طائفية أو قبلية، وهذا سيساعد أعضاء المجلس على أن يتفرغوا للقضايا التي تركز على إنجاز مشاريع تنموية للوطن، وسيتطلب ذلك أن تسود روح التفاهم والتآلف بين أعضاء المجلس لا نريد أن نعيش تلك الخلافات التي شهدتها المجالس السابقة، والتي لم تخل من خلافات شخصية ليست لها أي علاقة بمناقشة مشاريع وقضايا تتعلق بمصالح الوطن العليا، ونأمل أن تزول تلك الخلافات وأن تسود روح التعاون والمحبة في المجلس الجديد الذي نتطلع لأن يتفرغ لحل المشاكل التي تسببت في انتشار الفساد.
إن المجلس الجديد يجب أن يضع في أولوياته القضاء على الفساد في كل مؤسسات الدولة، ولابد أن يتصدى لكل الممارسات الخاطئة التي أدت إلى انتشار هذا الفساد، وأن يتبنى سياسة عدم التدخل في مؤسسات ووزارات الدولة، ويمنح المسؤولين في أجهزة الدولة مزيدا من الحرية في تبني سياسات إدارة وزاراتهم وعدم التدخل في شأنهم.
لا شك أن قرار القيادة السياسية بالتعميم على وزارات الدولة بعدم مقابلة أي نائب يريد التدخل في شؤون الوزارات كان في الاتجاه السليم، إذ وضع حداً لتدخل بعض النواب في اختصاصات الوزراء، لذا، فإننا نتطلع لأن يتواصل هذا الأمر لمنع من يحاول أن يتدخل في سياسة كل وزير وأعمال وزاراته.
ونتمنى أن تزول تلك الأساليب التي كنا نراها من بعض النواب السابقين، إذ كانوا يوجهون تهديدات بالاستجواب لكل مسؤول لا يلبي طلباتهم التي هي قد تحمل تجاوزات على أنظمة الدولة وتتسبب في تخطي ترقيات وتعيينات بعض الموظفين المستحقين والمجتهدين بسبب التعيينات الباراشوتية.
إن الشعب اختار أعضاء المجلس الجديد، ونأمل أن تكون أولويات هذا المجلس القضاء على الفساد وتبني المشاريع التنموية وأن يكون النقاش لصالح قضايا الناس.
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو أمير القلوب الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه: «إن ما وصلت إليه الكويت من مكانة وسمعة دولية مرموقة إنما يرجع الفضل فيه إلى تكاتف أبناء هذا البلد وتماسكهم وتعاضدهم، وعلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نحافظ على هذه الصفات الأصيلة لأسرتنا الكويتية الواحدة وأن نرعاها ونزيدها وثوقا على مر الأيام».
والله الموفق.