لو حاول أحدكم التجوال في مناطق السكن الكويتية وسار في طرقاتها لشهد مباهج الاحتفال بالعيد الوطني والتحرير، فقد ازدانت البيوت بأعلام الكويت ومظاهر الزينة ابتهاجا بالأعياد الوطنية، وقام الكويتيون دون أي توجيه وبوازع وطني برفع أعلام الزينة على بيوتهم إضافة إلى المشاركة الشعبية من الجمعيات التعاونية في مختلف مناطق الكويت، حيث ساهمت في تزيين شوارع المناطق ورفع أعلام الكويت والزينة على أعمدة النور وزينوا الساحات والدوارات، كذلك ساهمت هذه الجمعيات بتوزيع هدايا على الأهالي.
هكذا يحتفل المواطنون الكويتيون بنفوس تحمل الحب والوفاء لبلدهم الكويت التي رعتهم ووفرت كل متطلبات الحياة الكريمة، يعيش الكويتي حياة راغدة يتوافر فيها كل ما يحتاج إلي.
ولو حاولنا أن نقلب صفحات التاريخ لوجدنا أن أهل الكويت اعتادوا الاحتفال بأعيادهم الوطنية دون أي توجيه من الدولة بل كانوا يشاركون في هذه الاحتفالات من منطلق حبهم ووطنيتهم. وأذكر ونحن صغار كنا نستعين بأهالينا لتوفير أعلام الزينة لتزيين فريجنا «حارتنا» وكنا نردد مع مطربينا أغانينا الوطنية ومنها أغنية مطرب الشعب عوض دوخي «يا حب سكن في مهجتي وأحشائي يا وردة ربيعية يا كويت يا كويت».
وفي صباح يوم العيد الوطني نتوجه إلى قصر السيف لنشارك أميرنا المحبوب الشيخ عبدالله السالم، رحمه الله، الذي كان يحرص على إطلالته على الجماهير التي تقف أمام القصر لتسمع كلمة الشيخ العود عبدالله السالم.
لا تستغربوا، فهكذا كانت حياتنا في الماضي، كنا أكثر تلاحما وتضامنا وأكثر محبة فيما بيننا، كان في يوم العيد الوطني نتبادل التهاني فرحين سعداء بعيد الاستقلال، وننسى كل خلافاتنا وتصفو النفوس بحب الوطن والمواطنين، ونتمنى أن تعود تلك الأيام الحلوة، حيث يحتفل الجميع بحب الوطن وتزول كل الخصومات، وتبقى المحبة هي الرابط المتين بين أبناء الشعب الكويتي.
وها نحن نحتفل هذه الأيام بالعيد الوطني والتحرير، ولتكن هذه المناسبة الوطنية عزيزة على النفوس، والمحبة هي الأساس في علاقاتنا وترابطنا.
ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نهنئ صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده والشعب الكويتي بالعيد الوطني وعيد التحرير.
من أقوال الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه: «أدعوكم جميعا لأن تكونوا أبناء الكويت البررة متمثلين بأخلاق ديننا السمح وعراقة تقاليد الآباء والأجداد».
والله الموفق.