دواوين أهل الكويت ذات جذور تاريخية وهي أيضا مرتبطة بالنقع التي تنتشر على الساحل البحري، ولقد حرص كل الكويتيين الأوائل على إنشاء نقع لرسو سفنهم فيها، والنقعة مفرد النقع عبارة عن حوض محاط بسور مبني من صخور البحر وتسمى مداخلها الفاتك، وحرص أهل البحر النواخذة على إنشاء هذه النقع التي تمتد على الساحل البحري وتبدأ من قصر دسمان (شرقا) إلى مقابل المستشفى الأميركي في القبلة (غربا)..
وقد أنشأ كل صاحب نقعة أمامها ديوانية ومازالت هناك من هذه الدواوين القديمة ديوانية العسعوسي والروضان والرومي والملا وفي القبلة مازالت هناك ديوانية البدر وهناك دواوين كانت معروفة، ولكن مع توسعة وإنشاء الشارع الساحلي أزيلت منها ديوانية الصقر والمرزوق والخالد.
كانت هذه الدواوين القديمة مفتوحة ليلا ونهارا ويتوافر فيها الغده (وجبة الظهر) وهذه عادة طيبة اشتهر بها أهل الكويت حيث كانوا يحرصون على مساعدة الفقراء وكان البعض من الكويتيين أهل البحر والغوص لديهم عمارات (مخازن) يباع فيها الخشب واحتياجات السفن والغوص وما زلت اذكر عمارة (المشعان الفهد) وثنيان الغانم والصقر والقصار والمزيدي والعسعوسي وكانت الدواوين في السابق يجتمع فيها النواخذة والبحارة وكان حديثهم يدور حول شؤون البحر والغوص والسفر، أما دواوين اليوم فقد أصبحت دوانيات سياسية، حيث يتجاذب فيها الحوار حول الشأن الاجتماعي والسياسي للكويت.
وكانت أشهر ديوانية سياسية هي ديوانية بورسلي التي تمت فيها كتابة وثيقة تجديد البيعة لـ«آل الصباح» وفي نفس الديوانية تم اختيار أمير الكويت بعد الشيخ سالم المبارك الذي وافته المنية، ولقد اختار أهل الكويت ثلاثة من أسرة الصباح هم أحمد الجابر وعبدالله السالم وحمد المبارك ليقوم أفراد أسرة الصباح باختيار أحدهم أميرا للبلاد.. وهذه ديوانية بورسلي محمد خالد حمود بورسلي.
إذا كانت دواوين الكويت القديمة كلها تقع على الساحل البحري وأمام كل ديوانية هناك نقعة لرسو السفن، وأشهر هذه النقع في «شرق»: نقعة العسعوسي ونقعة مشاري الروضان ونقعة بورسلي ونقعة جاسم الغانم ونقعة جاسم العماني، ومن أشهر نقع «القبلة»: نقعة محمد ثنيان الغانم ونقعة المرزوق ونقعة فلاح الخرافي ونقعة عبدالعزيز العثمان ونقعة الغنيم (الغانم) ونقعة بودي.
إن هذه الدواوين والنقع هي أساسيات الكويت، وهناك دواوين مشابهة في دولة البحرين منها ديوانية الجلاهمة والفضالة وكلها تقع في منطقة المحرق، وسنحاول أن نشرح بشكل أشمل لدواوين البحرين لصلتها بدواوين الكويت.
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه: «إن علاقة أبناء الكويت بالبحر علاقة مصيرية ترجع إلى مئات السنين، حينما كان البحر مصدرنا الأول للرزق بما نستخرجه من أعماقه من الخيرات».
والله الموفق.