استمرار الأعمال البربرية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني لن تستطيع وقف نضال الشعب الفلسطيني ضد المحتل من أجل تحرير كامل التراب الفلسطيني.
الإسرائيليون يستمرون في اغتيال الزعماء الفلسطينيين ويمارسون أشد أنواع البطش والاغتيال ضد الشعب الفلسطيني ظنا منهم أنهم قادرون على القضاء على كفاح الشعب الفلسطيني الذي لن يتوقف، بل سيتواصل من أصحاب القضية العادلة.
لقد استغلت إسرائيل انشغال العرب بخلافاتهم ومعاركهم فيما بينهم وباشرت الأعمال البربرية ضد الشعب الأعزل، وواصلت تصفية الزعماء الفلسطينيين، دون أن تواجه أي مقاومة أو تظاهرات واستنكارات ضد أعمالها البربرية بحق شعب كل ذنبه أنه يتمسك بأرضه ووطنه، وها هي إسرائيل تواصل أعمال القمع والترهيب والقتل ضد الشعب الفلسطيني كمحاولة لإجلاء الفلسطينيين من وطنهم، لكن صمود الشعب الفلسطيني الصلب حال دون أن تحقق إسرائيل أهدافها.
وهنا أريد أن أستذكر تلك الكلمات التي قالها المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عام 1988 «إن أعظم إنجاز استطاعت الانتفاضة الفلسطينية بصمودها أن تحققه، هو أنها سلطت أصدق الأضواء أمام الرأي العام العالمي على خرافة التقدمية الإسرائيلية وديموقراطيتها، وأكدت الهوية الفلسطينية فوق أرضها وبأيدي أبنائها، هوية أقوى من القهر، وتستعصي على الشتات والذوبان، فيها طهارة القدس، وصلابة الصخرة المشرفة، وهدي المرسلين».
هذه كلمات من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، حملت تحية سموه (رحمه الله) للانتفاضة الشعبية للفلسطينيين. ونحن إذ نعيد ذلك الخطاب، فإننا نطالب الشعب الفلسطيني أن يواصل الكفاح دون التأثر بأوضاع الدول العربية التي أصبحت من أسوأ الأوضاع الأمنية بسبب الصراعات الداخلية.
إن كفاح الشعب في مقاومة المحتل وتحرير الوطن لن يتوقف ولن يتأثر بالبيانات والمواقف السياسية سواء الصادرة من الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية، فإن هذه المواقف هي التي تسببت في تراجع المقاومة الفلسطينية، لابد أن يتولى الشعب الفلسطيني مسؤولية تحرير أرضه بمواصلة النضال ضد المحتل، ولابد أن تتوحد المقاومة الفلسطينية وألا يعولوا كثيرا على المفاوضات السياسية التي ليس لها أي تأثير في تحقيق الأهداف الفلسطينية في الخلاص من المحتل وتحرير كامل التراب الفلسطيني.
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، «إن الذي يصيب فلسطين يصيبنا، ولن يزدهر الوطن العربي ما دام جزء منه مغتصبا». والله الموفق.