أولويات وقضايا مهمة كثيرة على طاولة اجتماع القمة العربية الذي تستضيفه مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والذي سيحضره ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية وممثلوهم، إضافة إلى الرئيس بشار الأسد بعد عودة بلده إلى الجامعة العربية، عقب تجميد عضويتها لفترة زمنية، وهذه العودة قد تكون ذات أهمية كبيرة لمناقشة المشاكل التي يعاني منها الشعب السوري الشقيق، وللتصالح بين السلطة والشعب السوري المهجر في بقاع الأرض، والاتفاق على عودة اللاجئين السوريين بعد أن يتم اتفاق ضمان أمن وحماية الشعب السوري، وهذا ما نأمل في إنجازه، ولا شك أن ذلك ما ستسعى قمة جدة إلى تحقيقه، وهناك أيضا مسألة عودة العلاقات السورية مع الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع سورية.
ومن القضايا التي يتضمنها جدول أعمال المؤتمر القضية اليمنية والخلاف اليمني الحوثي، وتوشك هذه القضية على الحل، لقيام المملكة العربية السعودية باحتضان الإخوة اليمنيين لإنجاز توافق شعبي لأهل اليمن.
وفي ليبيا هناك مشاكل بين أطراف ليبية، ولابد من إيجاد حل لتعود الوحدة الوطنية للشعب الليبي.
وفي السودان مازالت هناك معارك بين فئتين عسكريتين سودانيتين، وهناك لقاءات بين الفريقين في مدينة جدة كمحاولة لإنجاز اتفاق وطني سوداني.
وفي لبنان مازالت هناك مشكلة انتخاب رئيس الدولة، ونتمنى أن تتوقف التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني، ودعوة زعماء لبنان لتقريب وجهات النظر فيما بينهم، وأن يتوصلوا إلى ما يحقق الأمن والاستقرار للبنان الشقيق، ليعود لبنان إلى سابق عهده دولة سياحية جاذبة للسائحين العرب.
والقضية الأهم بالنسبة للعرب هي القضية الفلسطينية والتي نأمل أن يساعد مؤتمر جدة في تكثيف الجهود مع المؤسسات الدولية لنيل دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية، ولابد أن يكون لأهل القضية وهم الفلسطينيون دور فعال في تحريك العمليات النضالية ضد المؤسسات الإسرائيلية حتى نشعر الآخرين بأن هناك شعبا حيا قادرا على مواصلة الكفاح من أجل تحقيق التحرير الكامل لكل التراب الفلسطيني، ويجب أن تتخلى المنظمات الفلسطينية عن فردية العمل وأن توحد أعمال النضال الفلسطيني، وكذلك يجب على القيادات الفلسطينية الاستفادة من الدعم المالي لصالح الشعب الفلسطيني ودعم كفاحه المسلح.
من أقوال المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه: «لن يكون الأمن والاستقرار بديلين للحرية والديموقراطية، بل هما صنوان متلازمان يمثلان ضمانة أساسية لأمن كل مجتمع واستقراره».
والله الموفق.