تأكيدا للممارسة الديموقراطية، مارس الشعب حقه في اختيار ممثليه لعضوية مجلس الأمة ولسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، كلمة قالها بعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي للبلاد قائلا «إنني أهيب بالإخوة المواطنين أن يبرهنوا للعالم أجمع أن الديموقراطية الكويتية ليست مستوردة بل متأصلة في نفوس الكويتيين».
ومن هذا المنطلق توجه الشعب أمس إلى صناديق الانتخاب لأن ينتخبوا ممثليهم أعضاء مجلس الأمة في أجواء من الحرية والمشاركة الشعبية في اختيار أعضاء مجلس الأمة لأن يشارك في رسم سياسة الدولة مع الحكومة ووضع أسس بناء دولة حديثة ومستقبل زاهر للكويت.
نتذكر قول المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل جابر الأحمد طيب الله ثراه، ان الديموقراطية تكفل حق المواطن في التعبير عن رأيه عن طريق الصحافة وأجهزة الإعلام، حيث إنها الوسيلة الأساسية للتعبير عن الرأي، وهذا يؤكد حرية الصحافة والثقافة والفكر، وأن الحوار الحر بين الاخوة في المجلس والدواوين، وليس هناك قانون يمنع الحوار والمناقشة حول مختلف القضايا.
وعلى هذا النهج كان يسير الكل، فقد التزموا بهذا المنهج، وهذا ما دعا إلى احترام المجتمع الدولي للسياسة الكويتية، وكان لهذا الموقف الأثر الطيب والإيجابي في موقف دول العالم تجاه تأييد الحق الكويتي في التحرير والمساهمة في الجيش الدولي الذي أعد للدفاع عن تحرير الكويت.
الآن، وبعد أن اختار الشعب ممثليه في مجلس الأمة، فإن الدور يقع على أعضاء المجلس الجديد ومجلس الوزراء في رسم مستقبل الكويت والعمل من أجل إرساء مبادئ العدالة والمساواة بين المواطنين ورفع مستوى معيشتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية برفع المرتبات والأجور وتحسين المرافق العامة والقيام بتوفير أحسن الخدمات للمواطنين.
نأمل أن يبتعد الجميع عن المشاحنات والخصومات السابقة التي أدت إلى تراجع مختلف الأنشطة في البلاد، فالناس تترقب أن يهتم نواب الشعب بالمشاريع الإنمائية ووضع سياسة لبناء مستقبل زاهر للكويت، والاهتمام بالشباب وإتاحة الفرصة لهم ليتبوأوا المناصب القيادية، كذلك يتطلع المواطنون لأن تعمل الدولة بالتعاون مع مجلس الأمة لدعم الاقتصاد الوطني.
٭ من أقوال المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه: «إن البناء الاقتصادي المرجو يعتمد أول ما يعتمد على ثروتنا البشرية، فهذه الثروة كما كانت سدا في مواجهة المحتل نريدها أن تكون أساسا في بناء الكويت الحديثة».
والله الموفق.