نريد أن نذكر أعضاء مجلس الأمة الجدد بوقفة الشعب الكويتي وتلاحمه أثناء الاحتلال الغاشم الصدامي الذي خان كل العهود ووحدة الشعب العربي، فقد تنكر صدام حسين لكل العهود والدعم الكويتي للعراق خلال حربه مع إيران، وخان الاتفاقيات العربية التي تدعو إلى وحدة الصف العربي ضد الاحتلال الصهيوني لبلد عربي عرف بمواقفه القومية، وللكويت الأيادي البيضاء في دعم الكثير من الشعوب العربية.
وهنا نريد أن نذكر بصلابة وتلاحم الشعب الكويتي ضد المحتل الذي اغتصب البلاد، فقد كانت تلك الوقفة الشعبية الكويتية الصلبة هي التي شجعت العالم على الدفاع عن حق الشعب الكويتي في تحرير بلده من العدوان الصدامي، لقد أثمر الموقف الكويتي في مؤتمر جدة الذي عقده الشعب الكويتي برئاسة المغفور له بإذن الله الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، الذي لم يكن يتوقف عن تحركاته السياسية، حيث سافر إلى الولايات المتحدة ليعلن للعالم في مجلس الأمن عن تمسك الشعب الكويتي بوطنه ورفضه كل ادعاءات صدام حسين، وكان أن قام (رحمه الله) بزيارة لعدة دول وأعضاء مجلس الأمن لينقل رفض الشعب الكويتي للاحتلال وكشف افتراءات صدام باحتلاله للكويت، أثمرت تلك الجهود، وبالتعاون مع أعضاء مجلس الحكومة وتضامن الشعب العربي أن اتخذ مجلس الأمن عدة قرارات تدين الاحتلال، وتطالب المحتل بالانسحاب فورا وبدون شروط، وكان لهذه الصلابة من قبل الموقف الكويتي أن أصدر مجلس الأمن قرارا بتكوين قوة دولية شارك فيها أكثر من 32 دولة للدفاع وتحرير الكويت.
أتمنى من نوابنا أن تتضافر جهودهم في المجلس الجديد للعمل على تصحيح المسار وإنجاز مطالب الشعب الكويتي.
إن الكويت اليوم أكثر حاجة لأن يعيد الشعب الكويتي تلاحمه الصلب لتصحيح المسار، وهذا ما كان يطالب به الشعب الكويتي الذي شارك في الانتخابات الأخيرة، فدعونا نتفق على أن يكون شعارنا خلال المرحلة المقبلة إنجاز أحسن المشاريع التنموية، وأن يكون تركيزنا على مستقبل الكويت، وعدم الخوض في خلافات وخصومات تسببت في تعطل مسيرة الكويت نحو التقدم، وأتمنى أن نستعين بالشخصيات التي تشكل منها الوفود الشعبية التي زارت الدول العربية والعالمية لشرح قضية الكويت العادلة.
ونأمل أن يستفيد أعضاء مجلس الأمة الجديد من تلك المواقف الشعبية الصلبة أثناء الاحتلال الصدامي للبلاد، وكان لهذه المواقف الأثر الطيب في تأييد عربي ودولي وإصدار عدة قرارات للدفاع عن تحرير الكويت وتشكيل جيش دولي لإخراج جيوش صدام من كامل التراب الكويتي.
من أقوال صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه: «لدي يقين راسخ بحرصكم على تجسيد التعاون البناء والعمل كفريق واحد متآزرين متكاتفين».
والله الموفق.