أصدر المجلس الوزاري الخليجي عقب اجتماعه في نيويورك بيانا يستنكر ادعاءات حكم الاتحادية العراقية فيما يتعلق بالملاحة البحرية في خور عبدالله، وتضمن البيان مطالبة العراق بضرورة احترام الاتفاقية المبرمة بين الكويت والعراق فيما يتعلق بالملاحة البحرية بخور عبدالله ورفض الادعاءات التاريخية الزائفة التي جاءت في حيثيات الحكم الذي تضمن عدم الالتزام بالاتفاقية المبرمة مع الكويت بشأن الملاحة في خور عبدالله.
لا شك أن موقف الوزاري الخليجي الداعم للموقف الكويتي لهو موقف شجاع من وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وأوضح البيان الخليجي أن قيام العراق بإلغاء اتفاقية خور عبدالله تضر بالعلاقات مع دول الخليج العربي التي تساند الموقف الكويتي، ويستحسن من قادة العراق الجدد أن يسعوا الى تحسين علاقات العراق مع دول مجلس التعاون لأن هذا يصب بمصلحة العراق من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وضرورة المحافظة على العلاقة الحميمية بين الشعبين الكويتي والعراقي وبقية دول الخليج العربي لما تتميز تلك العلاقة بروابط أسرية منذ عهود قديمة.. ولا بد أن يستفيد قادة العراق الجدد من تجربة السياسة العراقية خلال العهد السابق الذي تمثلت بتهديدات عراقية للكويت ودول خليجية أخرى.. يتطلب اليوم أن تعم الأجواء السياسية بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي روح التفاهم والتعاون.
ولقد كانت تجربة العلاقة التي انتعشت بين العراق والكويت ودول الخليج العربي بعد تبدل الأوضاع السياسية العراقية أكبر الأثر في خلق أجواء سياسية تضامنية سادتها روح الأخوة بين الشعب العراقي والشعوب الخليجية، فدعونا تتخلص من الخلافات التي أوجدها النظام السابق.. ونحن على ثقة من أن قادة العراق الجدد يحرصون على تأسيس علاقات أخوية مع شعوب دول الخليج العربي. وها هي السعودية والكويت ودول خليجية أخرى تسعى إلى إنشاء علاقات طبية مع الشعب العراقي.. وكان للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مواقف سياسية لتحسين العلاقة مع العراق ودعمه للنهوض باقتصاده الذي تأثر كثيرا بسبب سياسات النظام السابق الذي كان يصطنع الخلافات مع دول شقيقة.
من أقوال الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه:
«محيطنا الخليجي والحفاظ على ما تحقق لنا من مكتسبات هو الضمانة في مواجهة المخاطر».
والله الموفق.