لقد اعتدنا عند أي خلاف بين البعض من التجمعات المجتمعية والسياسية أن يلجأ الجميع إلى القضاء لنظر الخلاف وإصدار أحكامه العادلة بشأن الخلاف المنظور، وهنا يتقبل الجميع تلك الأحكام بصدر رحب ورفع الأيدي احتراما للقضاء.. لذا سبق أن أشرت في مقالة سابقة بعد صدور حكم القضاء بحق من اعتدى على هيبة الدولة باقتحامه مجلس الأمة الذي يضم أعضاء يمثلون الشعب الكويتي بأنها أحكام عادلة ولا بد من الاحترام وعدم إبداء أي رأي يشكك في مضمون الحكم.. ولقد جبل الشعب الكويتي منذ بداية تاريخ الكويت على اللجوء إلى القضاء عند أي خلاف يحدث بين فريقين متخاصمين، وأشرنا أيضا الى أنه من الضروري أن يتقبل نواب الشعب تلك الأحكام لأنها صادرة من القضاء الكويتي العادل وعدم الخوض في محاولات لوقف تنفيذ الأحكام.. لذلك أرى ان من اعترض على أحكام القضاء فهو مخالف لمسؤوليته كعضو مجلس الأمة.. لأنه من الضروري أن يدافع النواب بصفتهم يمثلون الديموقراطية ومن مهام هذه المسؤولية فإنه يتوجب على النائب أن يدافع عن أحكام القضاء وعدم السماح لأي كان للمساس بتلك الأحكام من خلال طرح مشاريع عفو عن المدانين.. ثم ان هؤلاء البعض من النواب يطالبون بعفو عن مجموعة اقتحام مجلس الأمة دون ضم بقية القضايا والتي قد تكون أقل مساسا بأمن البلاد والإساءة لهيبة الدولة، لذلك أضم صوتي إلى صوت الزميل سعود السمكة الكاتب بجريدة السياسة الذي انتقد مطالب بعض النواب بإصدار عفو عن المحكومين باقتحام مجلس الأمة وهذا مما يؤكد عدم اتخاذ موقف عادل من كل الفئات التي صدرت بحقها أحكام مشابهة.
يبدو أن أعضاء مجلس الأمة الذين تبنوا تلك المقترحات الخاصة بالعفو عن مقتحمي المجلس تناسوا بأنهم نواب وممثلون لكل الشعب الكويتي وليسوا أعضاء في مجموعة معينة جندوا أنفسهم للدفاع عنهم دون مراعاة لمسؤوليات النائب الذي يتوجب عليه أن يكون أمينا على التمسك بتلك المسؤوليات دون تكريس أنفسهم لزملائهم دون مراعاة مسؤولياتهم للدفاع عن حق المواطنين وحماية المبادئ الديموقراطية التي هي أساسيات مسؤوليات أعضاء مجلس الأمة وعدم التشجيع على عدم العدالة وإشاعة الفوضى في المجتمع.. لأن مثل هذه الأفكار ستتيح الفرصة لبقية التجمعات للمطالبة بأن يشمل العفو العام أيضا بقية الذين صدرت ضدهم أحكام مشابهة..
يجب أن يعتبر كل مواطن وكل نائب أن الكويت وطن الجميع ولا بد أن يكون الولاء لهذا الوطن دون غيره.. وأن يعمل الجميع في إطار مسؤولياته الوطنية لحماية مكتسبات الشعب والدفاع عن حقوق الجميع والاخلاص للكويت الذي يعتبر بيت كل كويتي، وعدم السماح لأي كان للمساس برب الأسرة الكويتية الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت..
من أقوال الشيخ جابر الأحمد: «إن المسؤولية تأتي من خلال بابين أساسيين هما خدمة الوطن ثم خدمة الشعب وأن يضع المسؤول ربه سبحانه وتعالى ثم ضميره في إنجاز المهام الموكولة إليه».
والله الموفق،،،