لا تغضبوا يا عرب مما يفعله الرئيس الأميركي ترامب من تحد وتخل عن القضية الفلسطينية.. بالأمس نقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية إلى القدس، وهذا يعتبر اعترافا باحتلال إسرائيل لمدينة القدس، واليوم يوقف ترامب المعونات المالية للشعب الفلسطيني، وهذان القراران هما بمنزلة أسلوب ضغط على الفلسطينيين للرضوخ أمام المطالب الإسرائيلية لترسيخ احتلالها والتوسع في إقامة المستوطنات على أملاك الفلسطينيين.
نعم، لا تغضبوا يا عرب ولكن اسألوا أنفسكم ماذا فعلتم منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة ؟.. نعم، مضت 45 سنة منذ حرب 1973 والتي على اثرها احتلت إسرائيل الضفة الغربية وغزة وربما قبل ذلك، حيث استطاعت إسرائيل احتلال الضفة الغربية وسيناء في حرب 1967، العرب مازالوا يواصلون احتجاجاتهم وصرخاتهم وشعاراتهم القومية..دون أن يتقدموا خطوة لإنجاز أي عمل عسكري أو سياسي لاسترجاع الأراضي المحتلة أو أن تتوقف استمرار إسرائيل في احتلالها للأراضي العربية في فلسطين وسورية، حيث مازالت إسرائيل تحتفظ بهضبة الجولان السورية.
وفي البلاد العربية تحولت حرب اسرائيل وتحرير فلسطين إلى معارك وحروب داخلية، فهناك حرب طائفية كما نشاهد في العراق وسورية واليمن وحرب قبلية وكلها حروب بين الاشقاء والاخوة العرب في الوطن الواحد.
هكذا فبدلاً من أن يحافظ العرب على أوطانهم وهدم البنية التحتية لبلدانهم ها هم يواصلون هذه الحروب التي دمرت البلاد العربية وساهمت في الانشقاق بين شعوبها كما يحدث في العراق وسورية واليمن وليبيا، وحتى في مصر هناك أعمال إرهابية تقوم بها المنظمات المعارضة للنظام المصري إلا أن هذه الاعمال الإرهابية التي تقوم بها تلك المنظمات التي ترفع شعارات إسلامية تقتل أفرادا من الشعب المصري.. وفي اليمن أيضا هناك معارك بين السلطة الشرعية والحوثيين الذين تدعمهم إيران مفجرة الفتن بين الطوائف الإسلامية في الشعب اليمني.. كما يشاهد فإن الأوضاع العربية مزرية ومفككة.. والكل يحارب البعض وليس هناك أي اهتمام بالقضايا القومية مثل القضية الفلسطينية وحتى الفلسطينيون مشتتون غير متوحدين.. هناك سلطة في الضفة الغربية برئاسة محمود عباس والذي يعتبر الرئيس الشرعي لفلسطين، وهناك سلطة فلسطينية ثانية في غزة بقيادة حماس، ومازالت المنظمتان الفلسطينيتان على خلاف دائم رغم محاولات الحكومة المصرية التي تستضيف اجتماعات المصالحة الفلسطينية فإن الفلسطينيين لا اتفاق ولا مصالحة بينهم، الكل يريد ان يحتفظ بالسلطة لنفسه.. وكما نرى حتى الفلسطينيون غير متفقين ومشتتون أيضا، هم أصحاب القضية أيضا منشغلون بقضايا وخلافات تضر بمصلحة الشعب الفلسطيني.
لا شك أنها أوضاع سيئة وخلافات عربية دائمة، فهل هذه الأجواء تساعد على ان يتفق العرب على الاستعداد لمواجهة هذه التحديات الأميركية وهذا التراجع في حل القضية الفلسطينية.. لذا فإن العالم لا يعير للقضية الفلسطينية أي اهتمام، وان تصريحات المسؤولين في دول العالم مجرد تصريحات إعلامية دون أي خطوه نحو إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
إن الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى هو المطالب بالاهتمام بقضيته وتوحيد صفوفه لمواجهة التحديات الأميركية ـ الاسرائيلية.. ولابد ان تباشر لتوحيد المواقف الفلسطينية لإيجاد أرضية صالحة لتوحيد المواقف الفلسطينية للبدء في مواجهة تلك المؤامرات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.
والله الموفق.