تحتفل الكثير من المدن في عدة دول بأبرز منتجاتها الزراعية، وكان مهرجان الزهور الذي أقيم في مدينة ميدلين غرب كولومبيا آخر هذه الاحتفالات التي شهدها أكثر من 20 ألف سائح، وهناك مدن أخرى تقيم مهرجانا بزراعة بعض الفواكه التي تشتهر بها تلك المدن منها مهرجان الكرز ومهرجان التفاح والبرتقال، ولا شك أن هذه المهرجانات الشعبية تعبر عن اعتزاز أهالي تلك المدن بمنتجاتها الزراعية الجميلة، فلماذا لا تهتم وزارة الشباب بإقامة مهرجانات مشابهة لأشهر المنتجات البحرية، فهناك موسم للروبيان وموسم لسمك الميد وموسم لسمك الزبيدي وموسم لسمك الصبور، إنها ثروة بحرية لابد من الاعتزاز بإنتاجيتها.
وأتمنى أن تنظم وزارة الشباب والجهات المعنية مهرجانات لعرض تلك الأسماك حسب مواسمها ولنختر مواقع قريبة من البحر لإقامة مثل هذه المهرجانات الشعبية الكويتية.. أعتقد أنه تقليد تراثي مطلوب الاهتمام بهذا التراث الذي يربط أهل الكويت بالبحر ولنحي العلاقة الحميمة بين الكويتيين والبحر الذي كان مصدر رزقهم قبل اكتشاف البترول.
لقد ارتبط الكويتيون الأوائل بالبحر، حيث كانوا يلجأون إلى البحر لصيد السمك مورد رزقهم وكذلك استفاد الكويتيون الأوائل من صيد اللؤلؤ، حيث كان الغوص من الأعمال التراثية التي مارسها الكويتيون الأوائل.. واعتمد أيضا الكويتيون على السفن الشراعية في أسفارهم إلى الهند وشرق أفريقيا لممارسة التجارة، حيث كان الكويتيون يعرضون لآلئهم في الهند وينقلون إليها أيضا التمور التي كانوا يحملونها من مدينة البصرة جنوب العراق وكذلك لشرق افريقيا ومن الهند كان الكويتيون يحملون المواد الغذائية ومواد البناء واحتياجاتهم المتنوعة وكذلك نقلوا الأخشاب من شرق افريقيا.
إن هذا التاريخ الكويتي الذي حفل بالعلاقة الحميمة بين الكويتيين والبحر، يدفعنا لأن نهتم ونعتز بالموارد البحرية التي كان الكويتيون يسعون للحصول عليها لتوفير المعيشة لأهاليهم ولابد أن يعتز أهل الكويت بالموارد البحرية التي اعتمد عليها الكويتيون في معيشتهم، وكذلك نستطيع أن نطور موسم الغوص الذي يقيمه النادي البحري كل عام واقامة مهرجان لأنواع اللآلئ التي تم جمعها من بحرنا الجميل والذي كان مصدر رزقنا. أتمنى أن تهتم وزارة الشباب مع بقية المؤسسات المعنية لإقامة مثل هذه المهرجانات للاعتزاز بما يعطينا الخليج من خيرات.
من أقوال جابر الخير: «إن علاقة أبناء الكويت بالبحر علاقة مصيرية ترجع إلى مئات السنين، حينما كان البحر مصدرنا الأول للرزق بما نستخرجه من أعماقه من الخيرات».
والله الموفق.