الولايات المتحدة الأميركية تفرض عقوبات اقتصادية على إيران كمحاولة لإجبارها على الجلوس معها لإبرام اتفاقية جديدة حول الإنتاج النووي.. بعد أن انسحبت من الاتفاقية التي وقعها الرئيس السابق أوباما مع إيران، وكذلك اشترطت الولايات المتحدة أن تتوقف إيران عن التدخل في دول الخليج العربي التي تعتبرها أميركا دولا حليفة لها.. ولا شك أن هذه العقوبات سيكون لها مردود سلبي على الاقتصاد الإيراني وكانت البداية هبوط العملة الإيرانية وتوقف تدفق النفط الإيراني.
وبالنسبة لنا نحن دول الخليج العربي فإن العـــقوبات الأميـــركية التي تضمــــنت عدم تـــدخل إيران في دول الخـــيج الحليفة لأمريكا سيكون لها مردود إيجابي لمنع الإيرانيين وحلفائهم من جماعة حزب الله والحوثيين من التوسع في دولنا الخليجية والعربية ومنها سورية والعراق واليمن.. إيران تحاول في توسعها لنشر المذهب الشيعي في دول المنطقة حتى تكون لها قاعدة وتابعة للمرشد الإيراني.. يعني سيكون شعوب دول المنطقة تابعة للمرجعة الشيعية في قم الإيرانية وليس النجف العراقية.. إنه تسلط إيراني على دولنا العربية، لقد دمرت إيران العراق وإثارة النزاعات الطائفية بعد أن كان العراق بلدا مستقرا أيام الملكية وبداية ثورة 14 تموز إلا أن الحرب العراقية الإيرانية هي بداية النزاع الطائفي في العراق، وفي سورية أيضا ساهمت إيران في إثارة الخلاف الطائفي بين السنة والعلويين.. وكانت سورية بلدا مستقرا يعيش كل السوريين دون إثارة أي نزاعات طائفية إذا إيران هي التي أوجدت الخلافات والحرب الطائفية في سورية.
وفي اليمن ذهبت إيران لتشجع الحوثيين على خلق نزاعات على الحدود مع السعودية وإشاعة الفوضى في بلد الحرمين مكة والمدينة المنورة.. إيران رغم أنها تدعي إنها جمهورية إسلامية فهي تسعى لإثارة البلبلة والفوضى في بلد الحرمين.. لا شك أن أمرها هنا يثير الشك والريبة فيما يتشدقون به من شعارات إسلامية.. السعودية لم تمنع الحجاج الإيرانيين ولم تضع شروطا أو اتخذت إجراءات تعسفية ضد الحجاج الإيرانيين.. وهذا مما يؤكد أن الإيرانيين يتعمدون المساس ببلد الحرمين مكة والمدينة، ويبدو أنها تسعى للسيطرة على المدينتين المقدستين ونقل اعتقاداتهم المذهبية إلى مكة والمدينة المنورة اللتين لم تكونا في أي يوم من الأيام مدينتين تدينان بالمذهب الشيعي.
ومن هذا المنطلق فنحن نرى أن العقوبات الأميركية على إيران تهدف إلى وقف إيران عن التدخل في دول الخليج العربي.. نحن في دول الخليج لم نضطهد الإيرانيين المتواجدين عندنا.. بل إن الإيرانيين يعملون في التجارة دون أن تفرض عليهم دول الخليج أي قرارات تمنعهم من ممارسة أعمالهم.. الإيرانيون عندنا لا يقبلون توجهات حكومة العمايم وربما يكرهونهم على ممارساتهم التي تسعى إلى تعكير صفو عملهم في دول الخليج العربي.
أرجو أن تكون العقوبات الأميركية رادعة للمتربعين في قم ويتراجعوا عن تدخلاتهم في بلادنا العربية.
حكمة صينية: كلما كبرت السنبلة انحنت وكلما تعمق العالم تواضع..
والله الموفق.