قال تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم).
وقال تعالى: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين).
لنستذكر في ذكرى مولد الهادي البشير سيرته العطرة عليه أفضل الصلاة والسلام.. ونأخذ منها العبر ومكارم الأخلاق فهو النبي الذي قال عنه العلي القدير: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وفي آية أخرى يخاطب المولى العظيم نبيه فيقول: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا).
وللشاعر الكبير أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة يحيي فيها مولد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول فيها:
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
الروح والملأ الملائك حوله
للدين والدنيا به بشراء
ويقول شوقي في قصيدة أخرى:
تجلى مولد الهادي وعمت
بشائره البوادي والقصابا
وأسدت للبرية بنت وهب
يدا بيضاء طوقت الرقابا
لقد وضعته وهاجا منيرا
كما تلد السماوات الشهابا
فقام على سماء البيت نورا
يضيء جبال مكة والنقابا
وضاعت يثرب الفيحاء مسكا
وفاح القاع أرجاء وطابا
وما للمسلمين سواك حصن
إذا ما الضر مسهم ونابا
لا شك أن مناسبة ذكرى مولد النبي الهادي مناسبة لأن نعيد اطلاعنا على سيرته العطرة.. التي كانت ترجمة للرسالة السماوية التي حملها للبشرية فقد أراد أن يعمق الإيمان في نفوس الناس وأن يكون الإله هو الواحد الأحد الفرد الصمد.. وحرص على تعميق الإحسان فإن من أهم المبادئ التي اشتملت عليها الرسالة السماوية الاحسان ومساعدة الفقراء والمحتاجين.. وأوضح أن الإسلام يعني الإحسان عميقا ويصفه في المقام الأول من العقيدة والإيمان..، كذلك كرس رسول الهدى والبشير النذير أن يعلم الناس مكارم الأخلاق، وكان أهل قريش ينادونه بالصادق الأمين لما تميز به من خلق عظيم وجاءت الرسالة السماوية التي حملها إلى البشرية لتؤكد على ما كان الناس ينادونه به من أنه الصادق الأمين.. فقد علم الناس قول الصدق وأن يكون تعاملهم فيما بينهم بالأمانة والوفاء.. لا شك أنها صفات عظيمة لو تمسك بها المسلمون لما بلغوا الحالة التي يعيشونها من كراهية فيما بينهم واقتتال وتفرق.. وها هم الناس قد تخلوا عن تعاليم دينهم ولم يتبعوا سيرة النبي الكريم أعظم الصلاة والسلام عليه.
ويقول المولى في محكم كتابه: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل).
والله الموفق،،،