منحت جامعة الكويت بتوصية من كلية الدراسات العليا الشهيد فهد عبدالمحسن الحسيني درجة الدكتوراه في الفقه المقارن وأصول الفقه بمجال الشريعة والدراسات الإسلامية، بعد أن كان قد أعد رسالته كاملة وأنجز متطلبات التخرج، إنها درجة علمية كبيرة ينالها الشهيد فهد، رحمه الله، ورفيق دربه د.وليد العلي، بواسع رحمته وهي وإن كانت هذه الدرجة العلمية العالية نالها الشهيد بعد أن أعد رسالته لنيل الدكتوراه، فهي أيضا تقديرا له ولرفيق دربه د.وليد العلي لما قاما به من عمل كبير في نشر المنهج الوسطي للشريعة الإسلامية، كما قاما بعمل إنساني حيث ساعدا الفقراء في الديار التي زاراها في أفريقيا.
وكان آخر عهدهما في عدة دول أفريقية ومنها بوركينا فاسو التي استشهدا فيها نتيجة عملية إرهابية غادرة.. وكان قد صلى الشيخ وليد العلي بالمصلين صلاة المغرب، وبعد الصلاة قدم درسا في المنهج الوسطي، ثم صلى الشهيد فهد صلاة العشاء، وبعد الصلاة قدم درسا آخر في الشريعة الإسلامية.. وبعد ذلك كان من المفروض أن يتناولا العشاء مع الجماعات الإسلامية في مطعم الفندق إلا أنهما تناولا عشاءهما في مطعم تركي قريب وحدث أثناء تناولهما العشاء أن هاجمهما مجموعة تتكون من ثلاثة أشخاص بالرشاشات التي يحملونها وكل من في المطعم، وعلى اثرها نالا الشهادة وكان آخر عمل لهما هو ما قاما به قبل العشاء.
وبتوجيهات من صاحب القلب الكبير وقائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أن أرسل طائرة خاصة لنقل جثمانيهما إلى الكويت حتى يتم توديعهما في جنازة ضخمة شارك فيها كل أهل الكويت في مقبرة الصليبخات.
وما قامت به جامعة الكويت تجاه أحد طلابها لعمل كبير ووفاء منها والتي منحت درجة الدكتوراه للشهيد فهد، ولابد هنا من وقفة تقدير لجامعة الكويت ولمديرها د.حسين الأنصاري وكذلك د. فهد الرشيدي ود.مثنى الرفاعي وجميع أساتذة الجامعة والعاملين فيها وعلى رأسهم رئيس المجلس الأعلى للجامعة الوزير د.حامد العازمي.
وبالتالي من الواجب أن أحمد ربي كثيرا أنني مواطن كويتي تتوافر له كل مستلزمات الحياة لما توفره الدولة للمواطنين، وتحية إجلال وإكبار لرب الأسرة الكويتية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي يحرص على حضور كل مناسبة وطنية وغير وطنية، فسموه يحرص على الالتقاء بأهل الكويت ليتحدث معهم ويسمع منهم، (وعسى الله ألا يغير علينا).
والله الموفق.