مازال بعض نواب مجلس الأمة يخوضون جدالا لا معنى له مع أعضاء الحكومة، ولا يصبّ هذا الجدال في مصلحة الشعب، بل هو جدل يحاول النائب من خلاله أن يحقق مصالحه الشخصية فقط لا أكثر، ومن جملة هذا الجدال الذي لا معنى له أن يكرر بعض النواب في محاولة منهم الدفاع عن نائبين أدينا من قبل القضاء في درجاته الثلاث ولم يصدر حكم ببراءتهما في أي درجة من الحكم.
وبالتالي فإن تكرار هذه القضية مضيعة لوقت المجلس الذي ينبغي أن يكرس جهده لبحث قضايا الأمة ومصالح الناس.. وآخر هذه المجادلات التي لا معنى لها اتهام أحد النواب لوزيرة الأشغال ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان جنان بوشهري، وكان اتهام النائب لها بأنها خصصت مقعدين للتوظيف لكل نائب، وقد نفت الوزيرة جملة وتفصيلا هذا الاتهام، وكان من المفروض من النائب الفاضل أن يدعم اتهامه بقرارات صادرة عن الوزيرة.. ثم إن الوزيرة أوضحت أنها لا تملك تعيين أي موظف إلا عن طريق الخدمة المدنية الجهة المسؤولة عن تعيين الموظفين في الجهات الحكومية، فهل لدى النائب الفاضل دليل على اتهامه للوزيرة أو قرار من الخدمة المدنية بتجاوز الوزيرة للقوانين المتبعة في الخدمة المدنية، طبعا كالعادة واصل النائب الفاضل اتهامه للوزيرة باستجوابها دون أي دليل يؤكد اتهامه.
أتمنى على النائب الفاضل أن يتقصى الحقيقة قبل أن يوجه اتهامه للوزيرة مدعما اتهامه بأدلة تؤكد ما وجهه للوزيرة، وأتمنى ألا يضيع وقت المجلس لإنجاز معاملات خاصة بناخبيه وأقاربه، وأن يعي أنه نائب وممثل للشعب الكويتي دون تمييز، وضرورة العمل بإطار العدالة والمساواة بين جميع أفراد الشعب الكويتي لأن ممثلي الشعب في مجلس الأمة تقع عليهم مسؤولية مراقبة العمل الحكومي والدفاع عن حقوق المواطنين والعدالة والمساواة بين أفراد الشعب وعدم السماح لأي كان باستغلال موقعه كنائب في مجلس الأمة أو عضو في الحكومة لإنجاز مصالح المقربين دون مراعاة المساواة بين المواطنين.
وهنا أيضا أريد أن ألفت نظر الشعب الذي تقع عليه مسؤولية اختيار أعضاء مجلس الأمة بضرورة اختيار الأفضل والأكثر حرصا على العمل ضمن إطار الدستور الذي ساوى بين أفراد الشعب، ويجب أن يتقيد أعضاء المجلس والحكومة بنصوص الدستور تحقيقا للقسم الذي تم أداؤه في بداية أعمال مجلس الأمة والحكومة.
من أقوال الشيخ جابر الأحمد(رحمه الله): «إن روح الأسرة الواحدة التي أظلت مجتمعنا منذ نشأته قد عززت الألفة والتواصل والثقة بين أهل الكويت ووطدت دعائم الوحدة الوطنية والتكامل الاجتماعي».
والله الموفق.