إيران وقعت بالفخ الذي اصطاد صدام حسين من قبل، فقد قامت بتزويد حلفائها الحوثيين في اليمن بأسلحة نوعية جديدة وهي صواريخ «سومار» التي تحمل رؤوسا متفجرة يزن الواحد 410 كيلو غرامات وتبلغ سرعته 10/8 من سرعة الصوت ومداه يصل إلى قرابة 2500 كلم وله قدرة على حمل رأس نووي وهو نسخة عدلتها طهران عن صاروخ «كروز كي إتش 55».
إن القرار الإيراني هذا إنما ينم عما تشعر به من ضيق بسبب الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية ودول أوربية، إن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على مطار أبها دليل على أن إيران باشرت بشن عدوانها على المملكة العربية السعودية وتتبعها فيما بعد دول الخليج العربي، وكانت إيران قد أعلنت أن صواريخها موجهة إلى دول الخليج العربي التي تتواجد فيها القوات الأميركية والتي اعتبرتها إيران دولا حليفة للولايات المتحدة الأميركية، وإن هذا مؤشر يعطي للولايات المتحدة ودول العالم مجالا للرد على هذا العدوان الإيراني الذي يهدف تدمير المنشآت النفطية والتي هي مصدر النفط للدول الصناعية، فإيران أعطت الولايات المتحدة الأميركية ذريعة لاستهداف منشآتها من قبل القوات الأميركية وهي أيضا مؤشر سيء حيث ستتأثر كل دول المنطقة بآثار الحرب حيث سيلحقها دمار للبنية التحتية وتخريب للمنشآت النفطية.
إيران لم تستطع الصمود أمام الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة واستعجلت الأمور، وربما تتطور الأمور لأن تتدخل بقية المنظمات التي أنشأتها إيران في المنطقة كحزب الله ولتتسع الرقعة لتشمل كل دول المنطقة، لا شك أن إيران قد ارتكبت الخطأ القاتل وإنه من الصعب أن تصمد أمام البوارج والصواريخ التي نصبت حول إيران وعلى أتم الاستعداد للتصدي لكل محاولات إيران بالعدوان وتتحمل إيران وحلفاءها في المنطقة آثار الحرب المدمرة، وسبق أن دفعت إيران حزب الله لأن يحارب إسرائيل ورغم التشجيع المتواصل من قبل إيران لحزب الله، إلا أن إيران لم ترسل أي قوات لتحارب إلى جانب حزب الله لدحر الغزو الإسرائيلي للبنان وكذلك شجعت إيران حماس في غزة لتحارب إسرائيل التي قامت باحتلال غزة كرد عل الصواريخ التي وجهتها حماس تجاه إسرائيل، أيضا إيران لم تساعد غزة وقامت إسرائيل بعد احتلالها لغزة باعتقال عدد كبير من زعماء حماس.
هذه بعض المحاولات الفاشلة لإيران التي شجعت حماس وحزب الله لمحاربة إسرائيل إلا أنها تخلت عنها، والآن ماذا ستفعل إيران أمام البوارج الضخمة والصواريخ الحديثة للولايات المتحدة؟ ستكون النتيجة المؤسفة لهذه الحرب هي نفس ما حدث لصدام حسين الذي أصبح في النهاية مطاردا يبحث عن مكان يختبئ فيه، ولم يطل الوقت حتى تم اصطياده في حفرة حقيرة، فيا ترى هل سيكون مصير قادة إيران نفس مصير صدام؟
يقول المولى عز وجل: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين). صدق الله العظيم
والله الموفق.