لم تكن الكويت الدولة الوحيدة في العالم التي يتم فيها ترحيل متهمين بأحكام صادرة في دولهم، لذلك قامت الكويت بترحيل المتهمين المصريين وفقا لاتفاقيات الانتربول، حيث يضمن طلب الحكومة المصرية إلقاء القبض على بعض المتهمين المحكومين بقضايا الارهاب وذلك عن طريق الانتربول.. فقد سبقت أن رحلت تركيا في فبراير الماضي المتهم بقتل النائب العام المصري هشام بركات، والمتهم عضو في «الإخوان المسلمين» اسمه محمد عبدالحفيظ فلم يحتج أحد ولم يشكك أحد بالقرار التركي.. لأن تركيا أيضا ملتزمة باتفاقيات الانتربول.. وبعد ذلك قامت تركيا باعتقال 12 عضوا من الإخوان المسلمين المصريين وتم التحقيق معهم بناء على تقارير الانتربول المصري.
مما يؤسف له أن يحاول البعض أن يشكك بالقرار الكويتي الذي تم فيه ترحيل أعضاء الإخوان المسلمين المصريين المتهمين من قبل القضاء المصري.. وحاول هؤلاء البعض أن يبتدع الحجج كمحاولة للطعن بالقرار الكويتي الذي جاء التزاما باتفاقيات الانتربول.
الكويت دائما تحترم القوانين المتعلقة بحرية الرأي، ولم يحدث أن ألقت القبض على المصريين أو غيرهم بسبب آرائهم السياسية.. فهناك العديد من الوافدين ينتمون لتجمعات سياسية ولم يتعرض الأمن الكويتي لهم.. إلا أن هناك التزامات لابد من الالتزام بها وتأتي قضية الأمن بالمقام الأول مهما حاول البعض للإساءة للدولة الكويتية واتهامها بالديكتاتورية ومطاردة المعارضة ومنع الرأي الآخر فإن الكويت منذ نشأتها لم تتجاوز حقوق الآخرين.. ولو حاولنا إلقاء نظرة على تطور الأحداث في الكويت في السنوات السابقة لم يحدث أن قامت الحكومة الكويتية باعتقال أي مواطن بسبب مواقفه السياسية.. وكان لهذا الموقف الكويتي أكبر الأثر في احترام وتقدير الدول للسياسة الكويتية ولأمير الكويت الذي اشتهر بمواقفه السياسية المتوازنة.. لقد صدرت عدة تصريحات سياسية لبعض الزعماء في العالم تشيد بالسياسة الكويتية وبحنكة أميرها الذي عرف بحياديته تجاه مختلف القضايا..
هذه هي السياسة الكويتية ومواقف أميرها تجاه مختلف القضايا وكذلك ساهمت الكويت في عدة قضايا إنسانية فلقد استضافت الكويت ثلاثة مؤتمرات لدعم الشعب السوري كذلك استضافت مؤتمرا من أجل البناء والتنمية في العراق.. وما زال الفلسطينيون الأحرار يذكرون الدعم المستمر الكويتي تجاه القضايا الفلسطينية.. وكانت أن استضافت الكويت تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وقامت عدة جمعيات خيرية كويتية بمساعدة الشعب الفلسطيني ولم يقتصر الدعم الكويتي على الدول العربية بل ساعدت الكويت العديد من الدول الإسلامية وغير الاسلامية.
إن هذه المواقف انما تنطلق من إيمان الكويت بالقضايا الانسانية.. وما زلنا نذكر المواقف الانسانية لجابر الخير وجاء سمو الأمير ليكمل مسيرة الخير والانسانية.
من أقوال جابر الخير: «إننا نعرف كيف نستغل ثرواتنا لصالح البشرية جمعاء، وليس لصالح فئة مميزة من البشر».
والله الموفق،،