أعيادنا في الماضي كانت أجمل ولها نكهة خاصة.. واستقبالنا لها أفضل وتتميز بالفرح والبهجة.. ولها أشياء خاصة بها حيث الأكلات الشعبية مثل كرص العقيلي (كعكة العيد) والبلاليط (الشعرية الحلوة) ويتميز عيد الأضحى المبارك بمجبوس اللحم من أضحية العيد. وكانت لنا أيضا في أعيادنا في الزمن الجميل ألعاب خاصة بالعيد مثل الديرفة والقليلبة، وأيامنا كانت تنصب هذه الألعاب في ساحة الصفاة، كذلك كنا نؤجر الحمير ونتسابق بها حتى سور قصر نايف.. وهناك أيضا سيارات اللوري التي كانت تسير بنا إلى خارج السور وعندما نخرج من بوابة الشامية نغني أهازيج شعبية مثل طلعنا من باب السور وبيرقنا بيرق منصور.. هذه بعض الأشياء الخاصة بالعيد في الماضي وكنا نفرح ونسعد كثيرا بقدوم العيد وبعد صلاة العيد تتبادل الأسر الزيارات لتبارك بالعيد ونحن الصغار ننتظر العيدية أيام الروبيات والآنة الهندية وهي العملة المتداولة في ذاك الزمان الجميل.
أما أيامنا الحالية فالعيد ليس له رنة وبهجة كالسابق حيث تحرص الأسر على قضاء أيام العيد في الأماكن السياحية في الدول التي تتوافر فيها السياحة مثل تركيا ولندن وباريس أما في السابق فكانت سياحتنا في سورية ولبنان وكانت جميلة وتتوافر فيها مناطق سياحية جميلة وللأسف ان هذه الدول تأثرت كثيرا بالخلافات والحروب ولم تعد تهتم بالمناطق السياحية فيها.
راحت أيام كنا نسعد في مصايف الزبداني والبلودان وفي لبنان بحمدون وعالية وعدة مناطق، كذلك كنا نقضي إجازات العيد في القاهرة والإسكندرية وللكويتيين عشق خاص بمدينة القاهرة ومقاهي الحسين وأشهرها مقهى الفيشاوي وما زلت أتردد عندما أزور القاهرة على حي الحسين لقضاء وقت ممتع في قهوة الفيشاوي وسوق الموسكي الذي مازال يحتفظ بشكله التاريخي، هكذا كنا نقضي أيام العيد وكنا نفرح ونسعد أكثر من هذه الأيام التي لم يعد يهتم الناس بالأعياد داخل الكويت.. بل تكثر السفرات والسياحة في الخارج.
ولا يسعنا في الختام إلا أن نبارك للجميع عيد الأضحى المبارك ونتمنى أن تهتم المؤسسات السياحية في الكويت لنعيد أفراح الأعياد كما في الماضي.. وعيدكم مبارك وعساكم من عواده، ولنردد مع فنان الشعب الراحل عوض دوخي الأغنية المشهورة بالعيد:
باركوا يا أحباب.. الفرح لذ وطاب
اليوم يوم العيد.. وللعيد نغني نشيد
ردوا عليّ يا أحباب..
والله الموفق.