حذر حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني إسرائيل قائلا: «ان زمن أمن إسرائيل ولّى»، مشددا على «ان الزمن الذي تأتي فيه طائرة إسرائيل تقصف في لبنان ويبقى الكيان الصهيوني آمنا قد انتهى..» وطهران من ناحيتها هددت إسرائيل: «ان رد حزب الله سيكون صادما ومزلزلا..».
وجاءت هذه التصريحات ردا على تصريح لنتنياهو الذي هدد إيران بأنها لن تكون آمنة في أي مكان.
ولابد هنا من وقفة لنستعيد تاريخ حروب إسرائيل مع الدول العربية المحيطة بإسرائيل.
وفي عام 2006 قامت حرب بين حزب الله وإسرائيل ودامت 34 يوما دمرت خلالها البنية التحتية للدولة اللبنانية وقتل اكثر من 1191 شخصا في لبنان ومعظمهم من المدنيين، بينما قتل 121 جنديا اسرائيليا و44 مدنيا.
وبعد ان توقفت هذه الحرب ادعى أمين عام حزب الله حسن نصرالله انتصاره على إسرائيل رغم الدمار الكبير للدولة اللبنانية، وشهد بذلك كل دول العالم.
إسرائيل عازمة على تدمير أي منشآت عسكرية ايرانية في سورية ولبنان والعراق، وكانت اسرائيل قد دمرت أثناء حكم صدام حسين مركز المفاعل النووي العراقي، وهدد صدام حينذاك بالرد إلا ان صدام اكتفى بالتصريح ولم يتمكن من الانتقام من إسرائيل، واليوم يعاود حسن نصرالله التهديد والوعيد، وإيران من ناحيتها ايضا تهدد إلا ان ايران التي شجعت حزب الله في عام 2006 على محاربة اسرائيل لم تفعل شيئا، حيث احتلت الجيوش الاسرائيلية كل لبنان، وكذلك شجعت إيران حماس على محاربة إسرائيل بإلقاء صواريخها على اسرائيل، ودخلت اسرائيل غزة واعتقلت معظم القياديين العسكريين لحماس ولم تتحرك إيران لمساعدة حماس.
هذه نبذة تاريخية عن حرب حزب الله وحماس مع إسرائيل كلها خسائر ودمار في لبنان وغزة لم تدفع إيران الحليفة لحسن نصرالله وحماس بأي جيوش لحماية اللبنانيين في لبنان وأي دعم لحماس.
ايران لا تدفع بجيوشها للدفاع عن حلفائها في لبنان وغزة وغير مستعدة للدخول في حرب مع اسرائيل.
ولهذا نحن ننبه حسن نصرالله وحماس لدراسة موقفهما واستعداداتهما قبل الشروع في حرب مع إسرائيل، وكفانا شعارات لا تفيد قضيتنا العربية.
ها هي إسرائيل ضمت هضبة الجولان السورية ولم تواجه أي مقاومة من قبل الجيش السوري للدفاع عن التراب السوري، وكذلك اسرائيل ماضية في زيادة المستعمرات الاسرائيلية داخل الاراضي المحتلة في فلسطين، كل هذا يحدث على الواقع بينما اكتفى العرب بالتصريحات الرنانة.
إن الوضع العربي حاليا لا يشجع ولا أمل في أن يعمل العرب أي شيء لوقف الاعتداءات الاسرائيلية داخل الاراضي العربية.
دعونا نفكر نحن العرب بطريقة افضل وأنسب لإمكانياتنا حتى يمكننا مواجهة العدوان الاسرائيلي، ولتكن بدايتنا في انفسنا، نعم في أنفسنا، لابد ان تتوقف المعارك الطائفية والعنصرية والحزبية داخل أوطاننا العربية لأنه من الصعب ان ندعي اننا سنعمل على تحرير القدس وفلسطين بينما نحن مشغولون بحروب أهلية فيما بيننا.
لابد ان يكون لجامعة الدول العربية دور فعال لوقف هذه المعارك في أوطاننا العربية وإزالة كل الخلافات السياسية بين مختلف الأطراف المتصارعة. إن الأوضاع لا تحتمل الخلافات والصراعات الداخلية.
آن الأوان لأن تتوحد توجهاتنا وأن نلتقي على هدف يجمعنا والتخلي عن كل الخلافات السياسية والطائفية.
والله الموفق.