عشنا خلال الفترة الماضية فوضى وإشاعات ملأت المجتمع بسبب رسائل «الواتساب» ويرى البعض أن هذه من الديموقراطية، لكن الديموقراطية ليست فوضى وإشاعات وإثارة الشكوك والإساءة لبعض الناس.
في الدول المتقدمة هناك قانون ينظم عملية التواصل الاجتماعي ويحدد كيفية التعامل مع الأحداث التي تشهدها الدولة. أعتقد كلنا تابع قضية استقالة أحد المحافظين وبعض المسؤولين في الدولة.. وهذه أمور تحدث في كل الدول ولكن لا تصل الأمور لأن يتدخل كل واحد ويبدي رأيه رغم أن هذه ليست من شؤونه هذه مسؤولية الحكومة، لكن بلغ بالبعض أن يستعرض مسائل قديمة لا داعي للاستدلال بها وربطها بأحداث حالية بشكل غير صحيح، ولا شك في أن مثل هذه الأمور تسبب ربكة وفوضى بالمجتمع بل ويتحدث البعض ممن يتدخل في تلك القضايا وكأنه مسؤول أو قريب من السلطة، في حين يتناول البعض هذه الإشاعة بسطحية فيزيد عليها معلومات غير صحيحة.
وهذا ما جعل الناس تدور في حلقة مفرغة لا يستطيعون معرفة لب القضية، لذا أرى ألا يسمح لأي كان بالتدخل في مثل هذه القضايا وإثارة إشاعات قد تسبب في إرباك المجتمع، ومما يؤسف له فقد بلغ بالبعض الإساءة للبعض، لذا أرى أن يتبنى نوابنا الكرام مشروع قانون لتنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون الإساءة أو التعرض لأي شخص في المجتمع، كذلك يجب منع من يحاول أن يحشر نفسه في كل قضية عن جهل، يعني ليست لديه أي معلومات مؤكدة.
فالأمور بهذا الشكل الفوضوي تتسبب في إثارة الإشاعات المغرضة داخل المجتمع، إذا كنا حقا نريد الحافظ على نظامنا الديموقراطي فلا بد من وضع قانون ينظم أسلوب التعامل بالتواصل الاجتماعي أما أن يحاول البعض ويرفع شعار الحرية والديموقراطية فإن هذه الأمور لا تتماشى مع الفوضى وإثارة الإشاعات.
وسبق أن طالب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، في أحد خطاباته بضرورة سن قوانين لتنظيم عملية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لأن ما يشهده مجتمعنا من فوضى عبر هذه الوسائل يثير البلبلة في المجتمع.
دعونا نتعامل في إطار الديموقراطية وحرية الفرد دون المساس بسمعة الآخرين أو الضرر بالبلد وتجاوز القوانين وعلينا أن نتعلم كيف نحترم أنظمة الدولة ونتبادل الاحترام فيما بيننا كشعب ننشد الرقي والتقدم ولا بد أن يكون للدولة سلطة تمنع من يحاول الإساءة للدولة والمساس بشخصيات المجتمع ولا داعي لنشر الغسيل لمجرد خلافنا مع أي مواطن أو جهة.
النواب لا بد أن يكون لهم دور لمنع مثل هذه التجاوزات وعدم السماح بالفوضى والإساءة للآخرين بحجة أننا دولة ديموقراطية وحرية الفرد مكفولة.
يقول المولى عز وجل: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).
والله الموفق.