أعلن الشعب العراقي الثائر عن غضبه على الفساد المتفشي في أجهزة الدولة، ورفع شعار «ما نريد واحد ملتحي نريد واحد يستحي» وتنطلق مطالب الشعب العراقي من خلال هذا الشعار إنه لا يريد زعماء معممين ملتحين يمارسون كل أنواع الفساد تحت مظلة الدين، إنه يطالب بالماء والكهرباء وتحسين أوضاعهم، لا شك بأن هذه أمور تعتبر من أساسيات معيشة الشعب العراقي الذي يتساءل أين تذهب أموال الشعب العراقي في دولة تمتلك ربع نفط العالم، وكان الشعب العراقي في الماضي يتساوى مع شعوب دول الخليج العربي بالمستوى المعيشي، فقد سئم المواطن العراقي من أوضاع بلده السيئة ويتساءل: لماذا لا يكون المواطن العراقي بمستوى أشقائه في دول الخليج العربي التي تتشابه ظروفها بالعراق؟
كذلك سئم الشعب العراقي أيضا من الوضع السياسي ويتساءل: ألسنا عرب.. فلماذا لا يكون العراق ضمن الشعب العربي أو غير قابل بتبعية عراق البلد العربي العريق بتاريخه العربي أن يكون تابعا لإيران؟ لقد عاش العراق منذ العهد الملكي سنّة وشيعة إخوة متحابين، وشاركوا في كل مرافق الدولة وحتى في المناصب القيادية كرئيس الوزراء، فقد كان رئيس وزراء العراق في العهد المالكي نوري السعيد الشيعي، وهناك كثيرون من الشيعة تقلدوا مناصب قيادية في الدولة، فلماذا هذا الصراع الذي نراه اليوم في العراق بين السُنّة والشيعة؟
العراقيون الذين خرجوا في مظاهرات شعبية تريد أن تقضي على هذا الصراع الطائفي وتطالب بأن يكون انتماء الجميع للوطن العراق وأن يكون هدف الشعب العراقي الالتفاف حول شعار واحد وهو العراق وطن لكل العراقيين، لابد أن يعود العراق إلى أن يأخذ مكانته ودوره في امته الأمة العربية وأن يكون التعاطف والتضامن مع بقية فئات الشعب العراقي.
لقد تحرك رئيس البرلمان العراقي والتقى بالمتظاهرين ليسمع منهم مطالبهم ووعد بنقل هذه المطالب التي هي حقوق الشعب العراقي إلى رئيس الدولة والحكومة العراقية مع مطالبته بضرورة العمل من أجل تحقيق هذه المطالب، لابد أن يشعر الشعب العراقي بأهمية ثروات بلاده في معيشته، ولمجلس جامعة الدول العربية دور مهم في التعاطف مع الشعب العراقي وأن يقف إلى جانبه، وأن يطالب الحكومة العراقية بالاستجابة لمطالب الشعب العراقي.
إننا نريد للعراق أن يكون بلدا قويا ومزدهرا لأن ازدهار وأمن العراق هو امتداد للوطن العربي، فدعونا نحيي الشعب العراقي في ثورته على الفساد وعلى تبعيته لإيران، كانت العراق في السابق دولة غنية والشعب العراقي وضعه المعيشي لا يقل عن مستوى الدول الخليجية، لأن العراق يملك ما يتوافر في دول الخليج العربي من نفط وغاز بالإضافة الى نهرين هما دجلة والفرات، ولا شك أن وجود النهرين يجعل من العراق بلدا زراعيا مهما، وكنا في السابق دائما نعتمد على المنتجات الزراعية العراقية. ونأمل أن تساهم الدولة العراقية في إنجاز مطالب المتظاهرين حتى يعود الأمن والاستقرار إلى ربوع البلد الشقيق العراق.
آية كريمة: (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم).
والله الموفق.