لو دققنا في سير المظاهرات التي تقوم بها المعارضة اللبنانية، فإننا لا نشاهد إلا أن الجميع يرفع علم لبنان ولا شك بأن هذا تعبير من قبل الشعب اللبناني عن توحد ولاء الشعب اللبناني للوطن لبنان وعدم قبول أي ولاءات للطائفية أو لأحزاب سياسية وهذا مؤشر طيب من قبل المعارضة اللبنانية، ولهذا فإنها لا تقبل بأي محاولات لوقف المظاهرات، فقد أعلنوا من يشارك في المعارضة لا طائفية ولا أحزاب لقد عششت الطائفية والأحزاب منذ زمن طويل على الأوضاع في لبنان، بل وهناك طائفة لا تشعر إلا بالولاء لإيران وهذا ما أعلنه عدة مرات زعيم هذه الطائفة السيد حسن نصر الله وهناك أحزاب تخدم مصالح دول أجنبية.
لبنان اليوم يرفع الولاء الكامل والشامل للوطن لبنان ويصر على التخلي عن كل القيادات السابقة التي نهبت ثروة لبنان لمصالحهم الشخصية ويطالب بقيادة وطنية وإتاحة الفرصة لقيادات شابة متخصصة تسعى لخدمة الوطن لبنان والشعب اللبناني.
أتمنى أن تستفيد المعارضة من جملة الإصلاحات التي تقدم بها رئيس الوزراء الشيخ سعد الحريري وقال في خطابه الذي وجهه للجماهير التي خرجت في مظاهرات ضخمة بأن ما تقوم به لهو عمل جبار ودعوة للتخلي عن الطائفية، وهذه دعوة مخلصة لأن لبنان في الأعوام السابقة انكوى بالطائفية المقيتة التي شجعت على تمزق الشعب اللبناني، فإن صرخة الحريري بضرورة التخلي عن الطائفية أصبحت من الأمور الملحة وهي أيضا من المطالب الأساسية للشعب اللبناني الذي سئم من الأوضاع الرديئة السابقة، اليوم يعلن الشعب اللبناني عن ضرورة توحيد صفوفه، وخير دليل على هذه المطالبة هو قيام كل المتظاهرين برفع الأعلام اللبنانية دون رفع أي أعلام أو شعارات طائفية أو حزبية.
لقد آن الأوان لأن يعمل الجميع من أجل عودة الوجه اللبناني الجميل الذي كنا نراه في السابق، كانت لبنان قبلة السياحة الخليجية ولا بد أن تعود تلك الأيام الجميلة وإننا على ثقة من تدفق السياحة الخليجية الى لبنان، إن السياحة للبنان تعتبر من أكبر مداخل الثروة للميزانية اللبنانية، ولا بد أن تتضافر الجهود العربية لدعم إرادة الشعب اللبناني في إنجاز تغيير شامل وأن لبنان بلد المحبة والتسامح، فقد عشقنا لبنان وأحببنا هواءه وبحره وجباله وأشجار الأرز الجميلة.
كانت بحمدون وعالية وحمانا وصوفر وشبانية مصايف جميلة وكانت في الصيف عامرة بالسواح الخليجيين، تحية للشعب اللبناني في ثورته الموفقة ودعوة لأن يكون الولاء وكل الولاء للوطن لبنان وللشعب اللبناني، ولبنان قادر على إبراز قيادات وطنية مؤهلة لقيادة مسيرة لبنان نحو الهدف الأوحد وهي لبنان وطن كل اللبنانيين ولا ولاء إلا للوطن لبنان.
قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
والله الموفق.