الثورات الشعبية التي انطلقت في العديد من الدول العربية وآخرها العراق ولبنان أثبتت فشل الأحزاب السياسية في هذه الدول التي تحكمها أحزاب سياسية، ولبنان الذي يشهد هذه الأيام مظاهرات شعبية تطالب بإسقاط الحكومة وتعالت هتافات المتظاهرين «كلن كلن» و«نصرالله واحد منهم»، وهذا دليل على عدم قبول الشعب اللبناني لكل الأحزاب اللبنانية التي تتقاسم المقاعد الوزارية في الحكومة.. الجماهير تطالب بتغيير شامل بعد أن شعرت بالفشل الكبير للحكومة اللبنانية، المواطنون يعانون كثيرا من سوء الخدمات وارتفاع في الأسعار وزيادة الضرائب، لا شك بأنه مؤشر بيّن على فشل الأحزاب اللبنانية التي تتقاسم السلطة في لبنان.
وفي العراق خرجت الجماهير تطالب بإسقاط الحكومة التي أيضا تتقاسم السلطة فيها بين الأحزاب السياسية والدينية ورفعوا شعار «ما نريد ملتحي .. نريد واحد يستحي» والجماهير العراقية لن تتوقف حتى تسقط الحكومة والأقطاب السياسية التي تعبث بمصالح الشعب العراقي، وفي العراق أيضا فشلت الأحزاب السياسية والدينية.
ومن قبل فشلت الأحزاب السياسية في تونس وانتخب الشعب التونسي رئيسا لا ينتمي لأي حزب سياسي وهو المواطن الحر قيس بن سعيد، وفي تونس أيضا فقدت الأحزاب السياسية ثقة الشعب التونسي فلم ينتخبوا أي سياسي يمثل حزبا سياسيا.
وفي الجزائر أيضا ما زالت الجماهير الغاضبة تتظاهر ضد كل الأقطاب السياسية التي تنتمي لأحزاب سياسية جزائرية.
وفي سورية سقطت كل الأحزاب المنافسة لحزب البعث الحاكم ولم ينجح أي سياسي يمثل حزبا سياسيا غير حزب البعث، وفي الأردن لم ينجح أي حزب سياسي في أي انتخابات نيابية.
وفي مصر أكبر دولة عربية وتضم العديد من الأحزاب السياسية فشلت كلها أن تحقق فوزا في دخول المجلس، وحاليا المجلس يمثل بعناصر حزبية بموافقة الحكومة وحاليا السلطة في مصر بيد العسكر، وكان أن تولى السلطة لمدة عام حزب الإخوان الذين فشلوا فشلا ذريعا في تولي السلطة لتفردهم بالسلطة دون السماح بمشاركة أي أحزاب سياسية أخرى.
ودول الخليج العربية ليست فيها أحزاب سياسية رسمية ولكن هناك تجمعات سياسية وهذه التجمعات لا يمكنها أن تعمل دون التعاون مع السلطة الحاكمة وعلى العموم فإن الأوضاع في دول الخليج العربي أكثر استقرارا وهناك تعاون وتفاهم بين الحكومة ومجلس الأمة فيها وهناك قبول شبه أغلبية.
المهم الأحزاب السياسية في الدول العربية كلها فاشلة وأثبتت الأحزاب التي تشهد مظاهرات عدم قبول الشعوب العربية لها فهي لم تتمكن من أن تثبت قدرتها على تولي السلطة بشكل مقبول، وهذا سبب فشلها، ولا نريد أن نخوض تجاربها في إنشاء أحزاب سياسية.
في الكويت كل التجمعات باستثناء الإخوان المسلمين لم تتمكن من ان تزيد في عدد أعضاء هذه التجمعات وحتى مجموعة عادل الزواوي، المهم ديرتنا حلوة وفيها الأمن والاستقرار، والله لا يغير علينا..
قال تعالى: (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير). والله الموفق.