بكلمات بسيطة ومختصرة وجّه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، توجيهاته السامية إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الذي يتولى منصبه قائلا: «ثوبك نظيف فحارب الفساد والمفسدين».
وهي بمنزلة إشارة خضراء لرئيس الوزراء لأن يتولى مباشرة مسؤولياته كرئيس لمجلس الوزراء بمحاربة الفساد والمفسدين. وواضح أن سمو الأمير أعطى لرئيس الوزراء كامل المسؤولية للقضاء على الفساد الذي شغل الدولة والمواطنين وركز على استبعاد المفسدين، وهي مسؤولية شاقة للرئيس الجديد إلا أنه محل ثقة كبيرة لدى سمو الأمير وثقة شاملة لدى المواطنين، لذا استقبل خبر اختياره براحة نفسية وسعادة شاملة لما عرف عن الشيخ صباح الخالد من سمو في الخلق والتواضع، هذا إلى جانب الخبرة الواسعة، حيث تولى عدة مسؤوليات قبل أن يكون وزيرا للخارجية ثم رئيسا للوزراء.
وبالطبع الرصيد الكبير لسمو رئيس الوزراء سيساعده في تولي مسؤولياته الجسام بكل ثقة وجدارة، ولا شك أنه يشعر بما تحمله القيادة العليا والشعب الكويتي من ثقة كبيرة بسموه وهذا ما يدفعه لأن يقوم بعمل كبير ومستمر لإنجاز أول برنامج عمله في القضاء على الفساد واستبعاد المفسدين وعدم السماح لمن يحاول استغلال الوضع الجديد لتحقيق مآربه.
ويتطلب الوضع أن يكون لأعضاء مجلس الأمة دور لمساعدة رئيس الوزراء في مشروع القضاء على الفساد وعدم الضغط أو التهديد بالاستجواب لأن يحقق الرئيس الجديد مطالبهم. من الممكن أن يطالبوه بأن يضع برنامجا حكوميا متكاملا للشروع في إنجاز المشاريع التنموية وعدم السماح لمن يحاول العبث وتحدي القوانين، وهنا نطالب الرئيس الجديد بأن يمنع كل محاولات التدخل في العمل الحكومي والتوسط للمقربين وناخبيهم في تعيينهم بوظائف قيادية وتخطي الأكفاء.
ونلفت انتباه أعضاء مجلس الأمة لعدم تجاوز مسؤولية رئيس الوزراء ومطالبته بقضايا ليست من مسؤولياته ومنها العفو الشامل، وهذه من اختصاص القضاء ولا يجوز تحديه، وسبق أن نوقش هذا الموضوع وحدد بأن سمو الأمير هو من يملك العفو العام.. لذا لا بد أن يترفع هؤلاء النواب عن مثل هذه المسائل التي يريدون منها مساعدة زملائهم الحزبية.
إن هذه فرصة كبيرة لأن يختار سمو الأمير رجلا بهذه المواصفات القيمة التي تتوافر في سمو رئيس مجلس الوزراء.. ولا بد أن نستغل هذه الفرصة للقضاء على الفساد وبدعم من سمو الأمير الذي كلف به رئيس مجلس الوزراء، ولا بد أن نعمل على إزالة كل المعوقات السابقة لإتاحة الفرصة أمام المجلس الجديد لأن يتفرغ لإنجاز المشاريع التنموية في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والثقافية وما يتعلق بأمن الوطن.
تمنياتنا بدوام التوفيق والنجاح لسمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد الذي يتصف بسمو خلقه وإخلاصه في عمله وتفانيه لخدمة وطنه والمواطنين.
من كلمات سمو الأمير: «إن سلامة الجماعة إنما تكمن في وحدتها وإن قوتها إنما تكمن في تماسكها».
والله الموفق.