الصحافة الكويتية تركز في اهتماماتها ومعظم عناوينها (المانشيتات) الرئيسية على الأحداث المحلية رغم أن بعض هذه الأحداث لا تلتفت إليها الصحافة العالمية ووكالات الأنباء الدولية، على اعتبار أنها قضايا ليس لها أي ترابط مع القضايا العالمية، أما صحافتنا المحلية فتهتم بالقضايا الدولية التي يحرص غالبية الناس على الاطلاع عليها ومتابعتها، وأرى أن ذلك أمر ضروري.
وبالطبع من الأولوية أن تبرز الصحافة المحلية القضايا المحلية إلا أن بعض هذه القضايا لا تستحق الإبراز والمانشيت الكبير عليها، وهنا أود أن يتم إبراز الأحداث العالمية إلى جانب الأحداث المحلية، حتى تقوم وكالات الأنباء باختيار العناوين البارزة في صحافتنا المحلية لتحظى صحافتنا باهتمام الإعلام الدولي من خلال اختيار الوكالات العالمية لمانشيتات صحافتنا المحلية، وكذلك حتى لا نعطي الصحافة العالمية فرصة لاختيار أخبار ليست مهمة لكنها تسيء إلى الكويت، ومنها قضية الـ«بدون»، فقد أهملت الصحافة العالمية ما قام به الجهاز المركزي وما طرحه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم من مشروع كامل وشامل وإنساني لهذه الفئة وفقا للمعايير الدولية وما يتماشى مع حقوق الإنسان، ومن المؤسف أن يتصل البعض بالوكالات العالمية لتزويدها بمعلومات خطأ تسيء للكويت، ومثل هؤلاء أشك بانتمائهم الوطني، لأن المواطن الكويتي حريص على سمعة بلده ولا يمكن أن يحاول الإساءة لوطنه.
صحافتنا الكويتية موفقة في الصفحات الاقتصادية فهناك تغطية شاملة لمجريات الأحداث الاقتصادية في العالم ومتابعة دقيقة لتطور الأوضاع الاقتصادية العالمية، وكذلك الصفحات الرياضية التي تقدم تغطية شاملة لكل الأحداث الرياضية المحلية والعالمية.
وإذا كانت صحافتنا تنقل ما تتناقله وكالات الأنباء العالمية من قضايا مهمة فإنه لابد أن يكون هناك تناول خاص بالتحليل والتعليق لتلك الأحداث وإبراز الرأي حولها، ومدى تأثيرها على أحداث منطقتنا.
يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ). والله الموفق.