الدول العربية التي تحكمها أحزاب كلها دول فاشلة وليس لها رصيد شعبي، لأن هذه الأحزاب ليس لها ولاء للوطن، ولاؤها لزعماء الحزب أو الإمام كما في إيران، أما الأحزاب العربية ففي سورية فشل حزب البعث في أن يكون قاعدة شعبية له في هذه الدولة التي مازالت تعيش خلافات بين مختلف الفئات، دون استقرار أو اتفاق بين الفئات والطوائف.
وفي العراق فشل حزب البعث وسقط حكمه، وجاءت بعده أحزاب دينية طائفية ولم يستطع أي حزب منها أن يجد أي قاعدة شعبية له داخل المجتمع العراقي، وها هو العراق يعيش انقسامات وحربا أهلية، وعدم استقرار.
وفي لبنان أيضا فشلت الأحزاب السياسية والطائفية، ومازال لبنان يعاني إيجاد حكومة مقبولة لدى الشعب اللبناني، ورغم المحاولات فإن المعارضين اللبنانيين لا يقبلون بإسناد الحكومة لأي سياسي من زعماء وسياسيين سابقين لأنهم في نظر المعارضة لم يحققوا أي شيء للمواطن اللبناني، ولذلك فإن المواطن اللبناني لا يقبل أن يسلم البلاد للسياسيين السابقين.
وفي الجزائر أيضا لم تنجح الأحزاب السياسية والدينية في تكوين قاعدة شعبية لها وحتى حزب التحرير القديم الذي ناضل ضد الاستعمار الفرنسي لم يوفق.. ورغم أن الجزائر استطاع أن ينجح خطوة بانتخاب رئيس جديد للدولة، فمازال هناك معارضة، نأمل أن ينتهي الخلاف في الجزائر حتى ينعم القطر الجزائري بنعمة الأمن والسلام ليتمكن من إنجاز المشاريع التنموية، وفي تونس أيضا عاشت فترة من الخلافات ولم يتمكن أي حزب من تكوين قاعدة شعبية في المجتمع التونسي، واليوم يصر الشعب التونسي على عدم اختيار أي منتم لأي حزب لرئاسة الوزراء.
وفي مصر لم يتمكن الإخوان من كسب تأييد الشعب المصري وبعد سنة من حكمهم قامت مصر بمظاهرات تقدر بثلاثين مليونا تطالب بإسقاط حكم الإخوان، ومازالت مصر تتعرض لعمليات إرهابية في سيناء من قبل الإخوان بمساعدة حماس التي تتخذ من غزة مقرا لها، وحماس كما هي معروف جزء من الإخوان وحماس أيضا على خلاف مع السلطة الفلسطينية في رام الله.
إذن لم يستطع أي حزب في بلادنا العربية أن يوفق في كسب تأييد الشعوب العربية، وفشلت سلطاتها لأن هذه الأحزاب لم تحقق أي شيء من الشعارات التي كانت ترفعها وتتشدق بها.
اليوم في العراق ولبنان معارضة شديدة للأنظمة والزعماء الذين حكموا البلاد في السنوات السابقة، وتصر على إسناد رئاسة الحكومة وتعيين وزراء لا ينتمون للأحزاب والسلطات السابقة.
أما الكويت فتعيش أجواء يسودها التفاهم والأمن والاستقرار وحتى نحافظ على هذه الأجواء الطيبة نأمل أن يعي الجميع تجارب أشقائنا مع الأحزاب وعدم اختيار أي مرشح ينتمي لأحزاب دينية أو سياسية أو تحت مسمى جمعية، نحن نملك أجواء حرة في ديوانيتنا وبإمكاننا أن نتبادل الحوار بعيدا عن شعارات الأحزاب الدينية والسياسية، نحن بحاجة لقيادي أو نائب وطني، ولاؤه التام للكويت، لا للحزب الذي ينتمي إليه.
يقول المولى عز وجل (يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم).
والله الموفق.