العراق بلد عريق بتاريخه الواسع، وفيه مدينة «أور» التي شهدت ميلاد سيدنا إبراهيم عليه السلام ومنه انطلق حمورابي الذي وضع أول دستور وقانون لحماية الإنسان.
وفي العراق قامت هناك الدولة العباسية والخليفة هارون الرشيد الذي يعتبر عهده مبعث الثقافة، ولذلك أطلق على عهده العهد الذهبي، وعراق العربي اليوم يتعرض لهجمة فارسية شرسة.
إن هؤلاء الفرس يريدون أن يجعلوا العراق دولة مغتصبة مثل فلسطين، فهم يمارسون في العراق كل أنواع العربدة، حيث يقومون بسرقة ثروات العراق، ومن هذه الثروات يقوم الفرس بالصرف على الأحزاب الموالين لإيران، وكذلك صادر الإيرانيون القرار السياسي العراقي، لقد جندوا قيادات ولاؤها لإيران،
ها هم يقفون في مواجهة الثورة الشعبية للشعب العراقي، انهم يتحدون الشعب العراقي ويريدون القضاء على ثورة الشعب العراقي بدعم من أسيادهم الإيرانيين.
إن العرب يجب أن يدركوا خطورة ما يحدث في العراق حتى لا تندم على عدم وقوفها مع الشعب العراقي في ثورته التي يريد منها التخلص من الهيمنة الإيرانية على العراق، ولابد أن يعوا العرب بأن ما يقوم به الإيرانيون في العراق لا يختلف عما فعله الإسرائيليون في فلسطين.
إن العرب اليوم مطالبون بأن يقفوا بكل حزم ومساندة دون تهاون لدفع الشعب العراقي ليواصلوا ثورتهم ضد الطغاة والاحتلال الإيراني، وأن يتخلوا عن سياسات المهادنة مع إيران التي تمارس كل أنواع العربدة في العراق ولبنان وسورية.
الخطر يداهمنا من الشرق حيث إيران تريد السيطرة الكاملة على العراق وتريد أن تمحو تاريخ العراق العريق وأن يطمسوا عروبة الشعب العراقي.
إن جامعة الدول العربية مطالبة اليوم بأن تكرس كل جهودها من أجل نصرة ثورة الشعب العراقي، ووضع حد للتغلغل الإيراني الذي سيكون خطرا على دول الخليج العربي وعلى سائر الدول العربية، ولابد من أن تكثف جامعة الدول العربية من تحركاتها السياسية للوقوف في وجه التغلغل الإيراني.
نحذر عالمنا العربي من أن الوقت لا يسمح بأن نكتفي بسياسة الخطابات الرنانة وقرارات غير قابلة للتنفيذ، نريد قرارات حاسمة لمنع محاولات إيران التي تريد أن تتقاسم مع إسرائيل في احتلال الوطن العربي، لقد آن الأوان لأن يقف العرب متضامنين وأقوياء للتصدي للمحاولات الإيرانية التي تريد من العراق دولة مغتصبة مثل فلسطين التي مازالت محتلة من قبل الصهيونية العالمية.
كفاكم سباتا يا عرب، أفيقوا قبل أن نبتلى باغتصاب العراق والعرب ولا نريد أن نقع في الأخطاء نفسها التي تسببت في احتلال فلسطين.
قال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ).
والله الموفق.