أعلن الرئيس الأميركي ترامب يوم الثلاثاء الماضي عن صفقة القرن في محاولة لإنهاء الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ولقد أعلنت دول عن قبولها لمشروع ترامب لاعتقاد هذه الدول أن هذه الصفقة ستضع حدا للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.. وإنهاء الصراع المسلح وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإيجاد مشاريع تنموية في المنطقة.
وهناك أيضا من يعترض على مشروع ترامب لأنهم يشعرون أن تفاصيل الصفقة لا تحقق الحقوق المشروعة للفلسطينيين. كالعادة رفض الفلسطينيون المشروع الأميركي المعروف بصفقة القرن، لأنهم يشعرون بأن هذه الصفقة لا تحقق العدالة في إنشاء دولة فلسطين المستقلة والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وكالعادة لم يتغير الموقف العربي والفلسطيني تجاه مشاريع السلام التي طرحت كمحاولة لإنهاء النزاع العربي ـ الإسرائيلي ومنها المشروع العربي الذي اقترحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، وكان أن رفض الفلسطينيون مشروع سلام للرئيس كلينتون وكان أقرب لتحقيق المطالب الفلسطينية.
وهناك محاولات أخرى ومنها محاولة الرئيس السادات الذي دعا الفلسطينيين للمشاركة في مفاوضات السلام عقب حرب أكتوبر وكل هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب الرفض الفلسطيني والعربي.
ونحن هنا لسنا بصدد نقد المواقف الفلسطينية العربية لكن نريد أن نتساءل ماذا قدم العرب والفلسطينيون عندما اعترضوا ورفضوا كل المحاولات.. المفروض أن يقدم الفلسطينيون بدائل وأن يشاركوا في مفاوضات السلام دون كلل أو تذمر، بل عليهم أن يكافحوا حتى يصلوا إلى محاولة إقناع المجتمع الدولي بمطالبهم المشروعة، إلا أن الفلسطينيين خلال أكثر من خمسين سنة اكتفوا بالمظاهرات وتصريحات الاحتجاج دون أن يتقدموا خطوة نحو إيجاد حل مقبول للنزاع.. وكما نرى، الفلسطينيون حتى يومنا هذا مختلفون فهناك دولة في رام الله ودولة في غزة.
ولا شك أن هذا الخلاف أيضا لم يمكن الفلسطينيين من الدخول في مفاوضات لإنجاز السلام الذي تتطلع إليه كل دول المنطقة، المطلوب الآن ضرورة التخلي عن المظاهرات والتصريحات الرنانة والمبادرة للقبول بمفاوضات ترعاها الدول الكبرى وهيئة الأمم المتحدة، لا أن نستمر في الأسلوب القديم الذي لم يتحقق من خلاله أي شيء، لابد أن يتغير أسلوب العمل الفلسطيني، وعدم التخلف عن ركب العالم لإنجاز السلام العادل في المنطقة، والأفضل أن نأخذ ثم نتفاوض لتحقيق المزيد من المطالب الفلسطينية.
آية كريمة: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
والله الموفق.