طالب رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح البرلمان العربي أثناء جلسة للبرلمان العربي في القاهرة بسحب الاعتراف من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وأضاف صالح أن حكومة الوفاق انتهكت الاتفاق السياسي المبرم في الصخيرات بالمغرب الذي يدعم جهود الشعب الليبي في مكافحة الإرهاب.. والمعروف أن خليفة حفتر هو قائد قوات شرق ليبيا..
وهذا واضح ويؤكد أن الخلاف ليبي ـ ليبي لا دخل لأي جهة أخرى ولهذا نتساءل ما دخل أردوغان الرئيس التركي في في الشأن الليبي وإرسال قواته للقضاء على قوات حفتر؟ كما نلاحظ أن التدخل التركي ليس له أي أسباب تتعلق بالأمن القومي التركي، ثم إن تركيا لا ترتبط بحدود برية مع ليبيا حتى تدعي أن ليبيا عمق للأمن القومي التركي.. بينما لم تتدخل مصر أو تونس أو الجزائر بذلك وتدعي المحافظة على العمق الجغرافي الذي يربطها بليبيا.
ثم نتساءل لماذا طلب رئيس الوفاق فايز السراج التدخل التركي؟ هل فقد تأييد وثقة الشعب الليبي وهذا ما دعاه للاستعانة بقوات أجنبية؟ وهنا نريد أن نذكر السراج بأن الأوضاع في سورية والعراق ولبنان واليمن سببه التدخل الأجنبي في شؤون هذه الدول، حيث تتواجد القوات الروسية وحزب الله في سورية وتقوم بمساعدة النظام السوري في قمع ثورة الشعب السوري وقصف تواجد المعارضة السورية. وفي العراق أيضا تعجز الحكومة العراقية عن القيام بمسؤولياتها تجاه مطالب الشعب العراقي الذي يطالب بالتغيير، حيث تتدخل إيران بالشأن العراقي وتريد أن تحافظ على حلفائها في العراق، وفي لبنان تدعم إيران جماعة حزب الله وحسن نصر الله الذي تعتبره رجل إيران في لبنان وهو يتدخل بالشأن اللبناني، وبسبب التدخل الإيراني في العراق ولبنان فإن الأمور في هاتين الدولتين غير مستقرة والمحتجون مستمرون في ثورتهم ضد النظام.. هذه صورة لما يحدث في سورية والعراق ولبنان. فهل يريد فايز السراج أن تكون ليبيا بنفس الأوضاع غير المستقرة في هذه الدول؟ أرجو أن يفيق السراج مما هو فيه وينقذ وطنه من الكارثة التي قد تحل بوطنه بسبب التدخل التركي.
ثم إن العرب مجتمعين لا يقبلون بتواجد القوات التركية في ليبيا التي قد تتسبب في خروقات مسلحة إلى داخل الأراضي المصرية أو الجزائرية أو التونسية.. والأفضل أن يلتقي الليبيون ومن كلا الطرفين المتخاصمين في ألمانيا التي ستستضيف مؤتمرا عاما لبحث الأوضاع في ليبيا وتحقيق الأمن والسلام في الوطن الليبي ومنع تدخل أي أجنبي في الشأن الليبي.
آية كريمة (وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ).
والله الموفق.