يطيب لنا ونحن نحتفل بالعيد الوطني وعيد الاستقلال وقد ازدانت السواري العالية بأعلام الكويت أن نستذكر الرجال الذين أسسوا وشيدوا بناء الكويت، ويأتي الشيخ عبدالله السالم الذي عرف بـ«أبو الدستور» والذي ينسب إليه هذه النهضة التي تعيشها الكويت، فهو صاحب القول البيان «لا فرق بين مواطن ومواطن ولا بين كبير أو صغير، الكل سواسية في الحقوق والواجبات أحبهم إلى الوطن أكثرهم نفعا له، وكلنا من هذا الوطن وكلنا له نفديه ونخلص له، ونذود عنه كيد الكائدين وطمع الطامعين».
بهذا القول البيان أسس الشيخ عبدالله السالم وضع دستور الكويت، ولا شك أنها كلمات تحس من خلالها قمة الوطنية عند هذا الرجل الذي أحب الكويتيين وأحبه الكويتيون، وسيبقى ذكرى الشيخ عبدالله السالم الذي سماه الكويتيون «أبو الدستور» ويعيدون أفعاله ومواقفه الوطنية.
وما زلنا أيضا نستذكر جابر الخير الذي في عهده ازدهرت الكويت وأصبحت من الدول المتقدمة والغنية، وفي عهده تأسست أهم المؤسسات الاستثمارية، فهو أيضا قائد التحرير الذي جاهد على كل الجبهات لكسب تأييد دول العالم لقضية الكويت في التحرير والتخلص من احتلال بغيض، وقد توجت تلك الجهود بالتعاون مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك بأن يتخذ مجلس الأمن قرارا بالدفاع عن الكويت وطرد المحتل، حيث تم تكوين جيوش من 32 دولة من الدول الخليجية والعربية والأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، وبالتعاون مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية عبرت جيوش دول العالم إلى الكويت لتجبر جيش صدام المهزوم على الانسحاب إلى العراق وتحرير كل الأراضي الكويتية.
وكان للمغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الذي سيخلد في وجدان الوطن هذه الكلمات بعد التحرير «لقد كانت الكويت حصن الذين بقوا داخلها لا يبالون الأخطار المحدقة بهم، ولاء لهذه الأرض وعشقها لترابها وإيمانا بعدالة قضيتها، وكانت الكويت أمل الذين كانوا خارجها فواصلوا سعيهم لجمع القوى حول حقها، ولولا هذان الجناحان لكان الحال غير الحال».
بهذه الكلمات عبر جابر الخير الذي كان يناديه أطفال وأولاد الكويت «بابا جابر»، بكلمات تدعو إلى الولاء الكامل لأرض الكويت، وإننا لن نتخلى عن الكويت التي عشنا تحت سمائها وعلى ترابها وفي بحرها.
ولابد أيضا أن نستذكر تلك المواقف الإنسانية لقائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي استطاع بحنكته حل القضايا والمشاكل السياسية التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط.
ولقائد الإنسانية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كلمة معبرة يقول فيها «علينا أن نقبل الرأي الآخر كما علينا أن نتخاصم وأن نختلف لا أن نتعادى وأن ننتقد بلا إشهار وأن نحاسب بلا انتقام فكلنا من الكويت نبدأ وإليها ننتهي وهي الباقية.. ونحن الزائلون».
هكذا يجب أن نحتفل بالعيدين الوطني والاستقلال باستذكار القادة الذين قادوا سفينة الخير إلى بر الأمان، وأن نستفيد من تجاربهم في خدمة الوطن والولاء والحب للكويت.
يا حب سكن في مهجتي وأحشائي يا كويت
يا حب تساوى بالهوى والماي يا كويت
يا صفعت قمر في ليلة صيفية يا كويت.
آية كريمة: (ولا تنسوا الفضل بينكم).
والله الموفق.