مواقف الرئيس الأسبق حسني مبارك تجاه الكويت خلال أزمة الاحتلال لا يمكن أن ينساها أهل الكويت، استطاع مبارك أن يتخذ قرارا عربيا بدعم الكويت وكان لهذا القرار الدافع لاتخاذ مجلس الأمن قرارا داعما للقرار العربي، وقبل الاحتلال تنقل مبارك بين الكويت والعراق والسعودية لمنع صدام من اتخاذ أي إجراءات ضد الكويت وغزوها، وجاء قرار صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتكريم الرئيس مبارك بإطلاق اسمه على أحد الصروح تكريما ووفاء لمواقفه الشجاعة الداعمة للكويت خلال الاحتلال العراقي.
الرئيس مبارك يعتبر أحد أبطال انتصار أكتوبر، وكان له الأثر الحاسم لما قامت به القوات الجوية المصرية، حيث كان قائدا عاما لها، حيث دمرت القوات الجوية المصرية كل المستودعات الإسرائيلية داخل سيناء لمنع القوات الإسرائيلية من التزود بالذخائر والعتاد الحربية أثناء المعركة، لم يكن الرئيس مبارك مجرد رئيس دولة بل كان شجاعا صاحب قرار، ساهم في حرب أكتوبر وبذل جهدا لدعم الموقف الكويتي أثناء الاحتلال ولم يتخل عن موقفه حتى تحقق تحرير كامل التراب الكويتي.
إن قرار الوفاء من سمو الأمير تجاه الرئيس مبارك يدعونا لأن نذكّر صاحب السمو برجالات ورؤساء وقفوا مع القضية الكويتية وساهموا في تكوين جيش يمثل المجتمع الدولي للدفاع عن أرض الكويت وإزالة الاحتلال العراقي عن الكويت ويأتي الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيسة وزراء بريطانيا تاتشر والرئيس الفرنسي والرئيس حافظ الأسد وملك المغرب الحسن الثاني كل هؤلاء وغيرهم يستحقون التكريم وفاء لمواقفهم الداعمة للقضية الكويتية أثناء العدوان العراقي على الكويت.
الرئيس مبارك لم يكن زعيما عاديا، بل أثبت أنه زعيم له دور في المجتمع الدولي، لذلك ساهم الجميع في تأبينه والمشاركة في واجب العزاء وكانت مبادرة طيبة من سمو الأمير الذي أوفد مندوبا عنه إلى القاهرة لتقديم واجب العزاء لأسرة فقيد العروبة.
إنني ما زلت أتذكر مواقف الرئيس مبارك أثناء الاحتلال العراقي عن قرب، حيث كنت من المرابطين، وكنت أحرص على خطاباته وتصريحاته وكانت هذه الخطابات تبعث الأمل في نفوسنا نحن المرابطين في داخل الكويت أثناء الاحتلال، لقد آن لنا لأن نحيي ونعيد الوفاء لروح الرئيس مبارك، ولا يسعنا إلا أن نتضرع للمولى القدير أن يرحمه ويغفر له وأن يسكنه فسيح جناته مع الصالحين والأبرار.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).