حتى هذه اللحظة عجزت الدول الكبرى وغيرها على وقف انتشار كورونا.. استطاعت هذه الجرثومة كورونا أن تهزم الصين العظيمة، ولم تتمكن الصين التي غزت العالم بتجارتها أن تتصدى لهذه الكورونا وأجبرتها على اتخاذ كل الإجراءات لمنعها من التمدد ومن هذه الإجراءات إغلاق عدة مدن صينية لمحاصرتها ومنعها من الانتشار وهزت أيضا دول كبرى في أوروبا مثل إيطاليا، وها هي كورونا تصل إلى الولايات المتحدة بعد أن واصلت انتشارها في المدن الإيرانية ومنها تأثرت العراق وسورية ولبنان ودول الخليج العربي لقد تسبب تمدد كورونا بوقف عدة نشاطات وإغلاق عدة مدارس ومؤسسات حكومية وغير حكومية، ويقف العالم اليوم ويملأه الخوف غير قادر على منع تمدد هذه الكورونا اللعينة التي أرعبت الكبار والصغار.
في إيران انتشر الوباء بشكل سريع بسبب الإهمال وعدم قيام الدولة بأي إجراءات لحماية المواطنين الإيرانيين وأدى هذا الإهمال من قبل المعممين الإيرانيين إلى انتقال العدوى إلى دول الخليج العربي بواسطة زوار قم ومشهد، لا شك بأنها مسؤولية كبيرة تقع على كاهل المسؤولين الإيرانيين وخيرا فعلت الحكومة الكويتية التي أوقفت رحلات الطيران لعدد من الدول التي انتشرت بها الوباء ومنها إيران، كذلك أصدرت الحكومة عدة إجراءات بالنسبة للقادمين للبلاد بضرورة استصدار شهادات خلو من كورونا معتمدة من السفارات الكويتية في الدول التي شملها المنع.
إن هذه الإجراءات التي اتخذتها الدولة من الضروري التقييد بها وعدم التدخل من قبل أي كان كمحاولة لوقف هذه الإجراءات الوقائية.. لقد هزمت كورونا كل الدول الكبرى بقدرة الخالق وهذه من علامات قدرة المولى القدير الذي لا يقدر على منعها أي قوة في العالم، ويقول الله عز وجل في محكم تنزيله (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
لقد آن لنا أن نتدبر قدرة المولى القدير وأن نوحد العبودية لله الأحد الصمد، فإن كل شيء بأمر الله.
ويقول المولى القدير في آية أخرى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً).
اللهم احفظ الكويت وأهلها وجميع المسلمين من كل وباء ومكروه. والله الموفق.