العالم يعيش هذه الأيام ظروفا صعبة بسبب انتشار وباء كورونا، والكل يشعر بالخوف ويبحث عن ملاذ للهروب من ملاحقة كورونا للبشرية.. والكويت تعيش كدول العالم نفس الظروف.. العالم اليوم يحتاج إلى وقفة تأمل وعودة إلى الباري الخالق العزيز فهو الذي بيده كل مقادير العالم، فهل فكر أحدنا أو حاول أن يعيد قراءة شيء من التاريخ لنرى كيف استطاعت الأمم السابقة التخلص من مثل هذه الظروف الصعبة.. فلو حاولت المرور على بعض هذه الظروف لنتدبر أمورنا.. الله سبحانه وتعالى سرد بعض الظروف التي مرت ببعض الأنبياء والصالحين فقد ذكر أن يعقوب قال لأولاده لا تيأسوا عندما فقد ولده يوسف، وقال يوسف لأخيه لا تبتئس كذلك قال شعيب لموسى لا تخف.. ومحمد رسولنا الكريم عندما سافر إلى الطائف لنشر الدعوة فهوجم ورموه بالحجارة حتى أدموه.. وحينما سأله جبريل إن كان يريد أن يطبق الأخشبين على أهل الطائف قال لجبريل لا، فربما يخرج من أصلابهم رجال مؤمنون..
إن القصص التي سردها المولى عز وجل في كتابه الكريم كلها يدعو فيها العباد إلى تحمل ما ينالهم من مصائب وأن يتسلحوا بالصبر (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) وفي أية أخرى يقول المولي: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).. لقد حدد الله عز وجل علاج تلك الظروف الصعبة التي تشابه ما نعيشه هذه الأيام وهو أن نتسلح بالصبر.. إن الله مع الصابرين.. سبحانه وتعالي أراد في سرد تلك القصص للأنبياء والصالحين لأن نتعظ وأن نستفيد من هذه الظروف بأن نعدل منهج حياتنا وأن نتهيأ لمثل هذه الأزمات ونعد أنفسنا بمنهاج تنموي يساعدنا على كيفية التغلب على مثل هذه المحن.. إن ما نعيشه هذه الأيام من تردّ في التعليم والتربية وتدهور في الاقتصاد لهو دليل على عدم استفادتنا من الظروف السابقة التي مرت بنا مثل أزمة الاحتلال العراقي.. ها هو النفط يتراجع في أسعاره ونحن غير قادرين على التكيف مع ما نعانيه من خسائر فادحة في اقتصادنا.. البعض انصرف إلى التسابق على الاستحواذ على مناقصات الدولة للاستفادة ماديا ورغم أن الدولة وفرت لنفر من التجار إلا أن هؤلاء لم يكونوا بمستوى الأمانة، ولذلك نشاهد تأخرا في تنفيذ المشاريع ونهب من أموال الدولة.
لقد آن الأوان لنراجع أوضاعنا الحالية والظروف السيئة التي نعيشها اليوم وأن نفكر جيدا في مصلحة الوطن والمواطنين فمصلحة الوطن تعود على الجميع بالفائدة.
آية كريمة (قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب).
والله الموفق،،،