فاجأنا أخي العزيز راشد مبارك السيف، مختار السرة، برحيله، ولقد حزن كل معارفه على رحيله لما يتميز به من خلق وأدب، لقد كان مثالا للأخلاق والتواضع والأدب، كان قبل أن يتسلم عمله كمختار لمنطقة السرة لاعبا بارزا لكرة القدم لعب للنادي العربي وكان مركزه وسط (السنتر)، ومن زملائه عمالقة كرة القدم في الستينيات عبدالرحمن الدولة وحسن ناصر ومحمد الخطيب، كذلك كان ضمن المنتخب العسكري، لم يحدث أن أساء لأي لاعب أو أغضب أحدا بل كان لاعبا اشتهر بالنظافة بعيدا عن الخشونة، لذلك كسب محبة كل لاعبي كرة القدم في ذلك الزمان.
وكان عسكريا وصل إلى رتبة لواء، وعمل معاونا لرئيس الأركان العامة لهيئة العمليات، وتولى مسؤوليات أول دورة للمجندين، ومن جيله وزملاء السلاح حسن ناصر وفهد الأمير ويعقوب الحسيني وعبدالرحمن الدولة، وبعد إحالته إلى التقاعد بعد تاريخ حافل بالعمل والجهد في الجيش وفي الرياضة، اختاره وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد ليكون مختارا لمنطقة السرة وذلك في شهر يوليو عام 2008، واستطاع خلال توليه مختارية السرة أن ينهض بالمنطقة، حيث استطاع بالتعاون مع جمعية السرة التعاونية التي كان على علاقة جيدة مع مجلس إدارتها أن ينشئ مواقع لافتة للنظر، حيث اهتم بالدوائر وحديقة السرة، وكان محبوبا لدى أهل المنطقة، وكان حريصا على زيارة دواوين السرة، حيث يستغل الفرصة ليتجاذب الحديث حول مختلف الأمور المتعلقة بتطوير المنشآت في السرة، وكان متواضعا يحترم الكبير والصغير ويُخجِل العاملين معه من أسلوبه المتواضع، وكـــان خــير عونا للعاملين معه في المختارية ولا يتردد في مساعدتهم.
لقد كان ذا علاقة حميمة مع كل مختاري المناطق، وكان إيجابيا في الحوارات التي تجري في ديوانية المحافظ.
لا شك أنه برحيله ترك أثرا كبيرا في نفوس معارفه وزملائه مختاري المناطق والعاملين معه في مختارية السرة.
ولا يسعنا إلا أن نتضرع إلى المولى القدير أن يرحمه رحمة واسعة ويغفر له ويدخله فسيح جناته مع الصالحين الأبرار، حقيقة خسرنا زميلا حبيبا ومخلصا إنه بو مبارك، وخالص العزاء لأهله وزملائه وكل أصدقائه، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان.
آية كريمة: «يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».
إنا لله وإنا إليه راجعون