فجر وباء كورونا العديد من السلبيات والأخطاء التي تتوزع داخل المجتمع دون أي محاسبة أو محاولة للقضاء على هذه الأخطاء.. فقد كشف الكثير من التجاوزات والتعدي على القوانين دون أن تقوم الجهات الحكومية بالتصدي لها ويبدو أن تلك الجهات تتعمد ذلك بصرف النظر عما لهذه التجاوزات من ضرر على الدولة.
ومعظم الذين يمارسون هذه التجاوزات هم أنفسهم الذين يمارسون الواسطات والضغوط على المسؤولين في الدولة لتعيين الأقارب والمحسوبين والناخبين. وهذا أول العيوب والأخطاء التي تسببت في تفشي الفساد داخل مؤسسات الدولة.. وتكشفت أيضا قضية الوافدين السائبة وأيضا تبين أن من وراء هذه القضية هم أنفسهم الذين يمارسون الضغوط على مؤسسات الدولة لتخطي القوانين.. كما تفجرت عدة قضايا مرتبطة بالمقاولات وعدم التزام المقاولين بالعقود حيث هنا تأخير في تنفيذ المشاريع وتحميل الدولة تكاليف مضاعفة..
وهناك أيضا عدم قيام الجهات المسؤولة بمحاسبة الكفلاء الذين زحموا الشوارع والمناطق بالعمالة الوافدة السائبة وهاهي تتكشف تلك السلبيات أمام أجهزة الدولة ولقد آن الأوان لأن تباشر الجهات الحكومية المسؤولة إجراءاتها القانونية لتنظيف البلد من الفساد المتفشي في الدولة.. ويكاد يتجاوز تفشيه تمدد وباء كورونا الذي تسبب في وقف كل الأعمال في جميع الجهات الحكومية والخاصة.. ولا بد أن يكون لمجلس الوزراء ومجلس الأمة دور بعد انتهاء أزمة تفشي كورونا لتباشر بالقضاء على الفساد المتفشي في جميع أجهزة الدولة.. ولا بد أن تتحرك الدولة وهذه فرصة لمعالجة الفساد الذي لا يقل ضررا عن كورونا.. وعلى الصحافة والاعلام أن يواصل كشف كل سلبيات عهد ما قبل تفشي كورونا.. إنها فرصة لسمو رئيس الوزراء النشط الذي يرفع شعار الإصلاح والقضاء على الفساد أن يدعو وزراءه ليعاونوه على تتبع كل مواقع الفساد في الدولة لبتر تلك المواقع التي تعرقل مسيرة التنمية والتقدم في البلاد.. لقد لفت انتباهي تحرك رئيس الوزراء في تتبع الإجراءات التي تنفذها الوزارات المعنية وفي مقدمتها وزارتا الصحة والداخلية لملاحقة تفشي وباء كورونا.. ولا بد أن يواصل رئيس الوزراء تلك الجهود الملموسة في تعقب كورونا إلى ما بعد توقف تفشي الوباء.. ليبدأ عمله الوطني في القضاء على الفساد دون مراعاة لأي فاسد مهما كان وضعه.. لا بد أن يضع رئيس الوزراء شعار الكويت فوق كل شيء..
آية كريمة: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد).
والله الموفق.