تجاوز الحظر الكوروني أكثر من شهر والناس صامدون وصابرون في بيوتهم.. تنفيذا للقرارات الصحية، ولقد أثبت المواطنون والمقيمون قدرتهم على تجاوز البقاء في بيوتهم حفاظا على صحتهم وصحة كل الناس الذين يعيشون في البلاد دون ملل أو ضجر، وهذا دليل على وعي الناس وتقبلهم للحظر وتنفيذا لقرارات الجهات الصحية.. وهذا أيضا يسجل في السجل الوطني للناس حيث استجاب الناس للحظر ولم يحدث أن حاول التجاوز إلا فئة ضعيفة جدا، وما دمنا مقبلين على شهر رمضان المبارك.. فلابد أن نعد أنفسنا للاحتياطات التي يجب اتباعها في هذه الظروف التي لم نعتد عليها في السابق.. وسيكون استقبالنا لشهر رمضان كدخولنا في أي شهر، وسنفتقد شهر العبادات حيث يحرص الجميع على أداء الصلوات في المساجد وصلاة التراويح، إلا أن هذا لن يؤثر في صيامنا وتلاوة القرآن الكريم، فذلك لا يتضارب مع إجراءات الحظر.
كذلك بإمكاننا أن نعد أطعمة رمضان المعتادة الهريس والتشريب وأنواعا من الحلوى والتي منها صب الكفشة، لكن هناك شيئا اعتاد عليه أهل الكويت خلال شهر رمضان وهو زيارات الدواوين، فقد اعتدنا خلال فترة الحظر عدم التجمع في الدواوين.. إذا لم نفتقد كثيرا ونرجو ألا تؤثر كثيرا في نفوسنا غياب الأجواء الرمضانية التي اعتدنا عليها.. ولابد هنا من أن نتحلى بالصبر فإننا لم نفقد كثيرا من ليالي رمضان الجميلة التي عشناها في السابق والله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله.. (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين).. (واصبر وما صبرك إلا بالله) إنها آيات جميلة تدعونا لأن نتحلى بالصبر لأن الصبر من شيمة الإنسان المؤمن وصفاته.
إنه ابتلاء من رب العالمين وعلينا أن نرضى بما كتبه الله لنا، علينا أن نتحلى بالأخلاق الحميدة والايمان مثل المسلمين الأوائل.. وهناك أمثلة كثيرة عاشها المسلمون الأوائل فلماذا لا نتعلم منهم الصبر وطاعة الله فيما كتبه الله لنا.. إن المسلمين الأوائل لم يخسروا شيئا عندما تحلوا بالصبر في أيام الشدة، وأعتقد أن الأزمة التي نعيشها هي فرصة لأن نختبر إيماننا وعمق تمسكنا بالإيمان والصبر..
سيمر رمضان كما مر شهر الحظر وسنتذكر تلك الأيام التي عشناها في رمضان أيام انتشار وباء الكورونا.. فهي ستكون كأيام الاحتلال البغيض ستمر ولن تؤثر بمعنوياتنا العالية التي تتميز بالإيمان والصبر..
آية كريمة: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
والله الموفق.